التي تليق بشأنهم عليهم سلام الله تعالى ولاحظ المقصد الرابع من المطلب الخامس في البحث الثالث لتزداد في ذلك.
وقد كان في صدر الإسلام يصلون على أهل البيت عليهم السلام منفردا وتخصيصا كما يعلم ذلك من التاريخ إلا أن بني أمية الذين عرفوا بعدائهم لهذا البيت النبوي الشريف حذفوا تلك الصلاة والسلام وأبدلوها بالسب واللعن عليهم في صلواتهم على النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون} [الشعراء:
227].
وفي هذا الصدد يناسب ما ذكر ما في الإصابة في معرفة الصحابة، ج: 6، ص: 238 في ترجمة ميثم التمار وهو أحد أصحاب الإمام علي عليه الصلاة والسلام قال: وجدت له حديثا مرفوعا أخرجه بن منده من طريق الحارث بن حصيرة حدثني محمد بن حمير الأزدي قال إني لشاهد ميثما حين أخرجه بن زياد فقطع يديه ورجليه فقال: سلوني أحدثكم فإن خليلي صلى الله عليه وآله وسلم أخبرني أنه سيقطع لساني، فما كان إلا وشيكا حتى خرج شرطي فقطع لسانه ثم ظهر لي أن صاحب الحديث الثاني آخر مخضرم وأن قوله في هذه الرواية [خليلي] يريد علي بن أبي طالب وكان من عادته إذا ذكره أن يصلي عليه (126).
وكما تستحب الصلاة عليهم منفردا يستحب السلام عليهم كذلك، وهو أولى من (رضي الله عنه) أو [كرم الله وجهه] كما يذكره البعض بعد ذكر علي [صلوات الله وسلامه عليه] لفظا وكتابة، وإن كان ذلك يشير إلى فضيلة له، أشار إليها بعضهم منهم الشيخ كشك في كتابه (فتاوى) عند السؤال [683]: لماذا يقال عن الإمام علي رضي الله عنه: [كرم الله وجهه]؟.
الإجابة: اقترن ذكر الإمام علي بوصف [كرم الله وجهه] لأنه لم يسجد لصنم قط حيث كان قد رب في بيت النبوة منذ نعومة أظفاره وكان أول من آمن من الصبيان أما