رد الله علي روحي الخ. فلم جاء بن مسعود بكلمة: (لعل) الدال على الرجاء بلا يقين؟
فجوابه أن الترجي في قبولية الصلاة فإن عرضه لا يكون إلا بشرط القبول لعدم اختلاطه بالرياء والعجب فإن الهدية لا تقبل عند الخيار إلا ما كان منه مختار وإلا ترد على صاحبها (29).
أقول: بل قبولية الصلاة غير مقيدة بشرط لأن قبولية الصلاة مقولة بالتشكيك في جميع العوالم حتى في عالم الطبيعة وآثارها الوضعية هو نوع من القبول والإجابة الكونية.
نعم، الرياء والعجب وغيرهما قد يقيدان آثار الصلاة وفوائدها وإلا فإن الصلاة مطلقا لا ترد من أي إنسان مهما كان ويثاب عليها، ولإن أبطل الرياء ونحوه الثواب فإنه لا يبطل الآثار الوضعية وبصماتها القهرية وبعض آثارها المعنوية، فقد تكون سببا لومضة نور يهديه إلى السبيل..
ويمكن أن يقال إنما جاء بحرف الترجي [لا تدرون لعل ذلك يعرض عليه]، لأن عرض الصلاة مشروطة بإكمالها بإلحاق آله به في الصلاة فمهما كانت محسنة بألفاظها وتحسينها البديعي وكانت بتراء من آله فهي باطلة وغير مرفوعة ولا معروضة عليه بل تعد معصية [إن كان الباعث هو العداء والنصب] لعدم تحقق معنى المأمور به ولإيجاب إيذاء النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم.