وقد ورد في حديث عن الإمام علي عليه السلام أنه قال: [صلوا في بقاع مختلفة، فإن كل بقعة تشهد للمصلي عليها يوم القيامة] (14).
وفي الأثر عن أبي سعيد الخدري قال: متى كنت في بيداء فارفع صوتك بالأذان لأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: [لا يسمعه جن ولا إنس ولا حجر إلا يشهد له] (15).
وقد ورد الأحاديث المفسرة لتحديث الأرض يوم القيامة ففي قول للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: [حافظوا على الوضوء وخير أعمالكم الصلاة، فتحفظوا من الأرض فإنها أمكم، وليس فيها أحد يعمل خيرا أو شرا إلا وهي مخبرة به] (16).
وأيضا عنه صلى الله عليه وآله وسلم: [قال أتدرون ما أخبارها؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: أخبارها أن تشهد على كل عبد وأمة بما عملوا على ظهرها تقول عمل كذا وكذا، يوم كذا، فهذا أخبارها] (17).
إذا عرفت ذلك فنقول: أن الصلاة على محمد وآل محمد هي نوع من العبادة بل أفضلها بالبيان المذكور في هذا الكتاب، وقد مر في المطلب الثامن من البحث الثاني من عمومية الصلاة لكل شئ، كما ويفهم من الأخبار المستفيضة والروايات الكثيرة وعبارات الزيارات أن كل شئ يصلي على محمد وآل محمد بما يحمل من شعور حسب خلقه وحاله على نحو ما ذكر في هذا المطلب.
وفي الحديث التالي تصريح في نسبة أصل الصلاة إلى كل شئ فقد نقل الفيض الكاشاني رضوان الله عليه في الوافي عن الكافي بسند صحيح عن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه الصلاة والسلام أنه قال: [إذا ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأكثروا الصلاة عليه، فإنه من صلى على النبي صلاة واحدة صلى الله عليه ألف صلاة في ألف صف من الملائكة، ولم يبق شئ خلقه إلا صلى على ذلك العبد لصلاة الله