البحث السادس: [وجوب الصلوات في موقع التعظيم] نتحدث فيه عن الموقع التي تجب فيها الصلاة على محمد وآل محمد كما في التشهد أو قد يحتمل كالآذان، وكلما ذكر اسمه في مقام التعظيم والتبجيل. ونفصل القول في مواقع استحبابها في الصلاة المكتوبة، وهذا يستدعي بيان مسألة قبل الدخول في المقصود، وهي أنه يجب أن يعلم أننا ذكرنا مفصلا وجوب إلحاق الآل بالصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في القسم الأول من هذا الكتاب مهما كان موقعها وحكمها. ووجوب الإلحاق لا ربط له بوجوب الصلاة في الموقع كالتشهد أو استحبابها في خارجه، فإلحاق الآل بالصلاة على النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم واجب على كل الأحوال، ويتبع الصلاة على الآل في الموقع حكم الصلاة على النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم إن واجبا فواجب وإن مستحبا فمستحب، فالأولى عد الصلاة على النبي الأكرم وآله عليهم الصلاة والسلام أحد واجبات التشهد الثاني لا واجبان منه كما فعل الشهيد الثاني في [ألفية الصلاة] وغيره.
فهنا مطالب: المطلب الأول في:
[وجوب الصلاة على محمد وآل محمد في الصلاة المكتوبة [1]] اعلم أنه قد اختلف القوم في وجوب الصلاة (من بعد تسليم أصله) في محله، فبعضهم أوجبها بالعمر مرة كالكرخي، وبعضهم في الصلاة المكتوبة بغير تحديد واختلفوا اختلافا شديدا في وجوبها فيها، وبعضهم في الصلاة بين التشهد الأول والتشهد الثاني بغير دليل.
وإنه من المؤسف جدا أن يبقى المسلمون في هذا العصر عصر النور والعلم والثقافة في غفلة عن حقائق الإسلام، والتقليد لسنن الأولين التي أفرزتها يد التعصب والعداء.