ووصفه بغير ذلك فما صلى عليه] قلت: فكيف نقول نحن إذا صلينا عليهم؟
قال: تقولون: [اللهم إنا نصلي على محمد نبيك وعلى آل محمد كما أمرتنا به وكما صليت أنت عليه فكذلك صلاتنا عليه] [1].
وكذا طلب سلامة لشريعته وتبليغه للرسالة بالأخص تبليغ ولاية أهل الولاية: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين} [المائدة: 67].
وفي دعاء صلاة الهدية للمعصومين عليهم السلام: [اللهم أنت السلام ومنك السلام وإليك يعود السلام حينا ربنا منك بالسلام]. كما وأن المفروض أن تكون كل مفردات سلامنا ومصاديق مفهومه على هذا النحو وإلا لم يكن السلام سلاما ولا التحية تحية لخلو الصيغة من الحقيقة، وتجرد اللفظ من المعنى.
والمراد ب (عباد الله الصالحين في السلام) في المرتبة الأولى الأنبياء والأوصياء ثم المؤمنون الأمثل فالأمثل. قال الحافظ القاضي عياض: واستحب أهل العلم أن ينوي الإنسان حين سلامه كل عبد صالح في السماء والأرض: من الملائكة وبني آدم والجن (9).
أقول: وعلى ما قدمناه من المعاني للسلام يجب أن تنطوي ضمائر المصلين في قولهم: (السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين) فحقيقة سلامهم: الدعاء لنفسه بذلك، والوعد لها بسلامة دينه وسيرته مع نفسه ومع الخلق أي أعد عقلي أن لا أخالف سلامتي باتباع الشهوات ولا ألوث نفسي برذائل الأخلاق والذنوب بل أحليها بالفضائل والطاعات ولا أستعمل أعضائي في موارد المعصية التي تخل في سلامتي كما وأعد المصلين وعباد الله الصالحين بذلك.
* (هامش) [1] - جمال الأسبوع ص 234 ونقله في البحار عنه في كتاب الدعاء، وكذلك مستدرك الوسائل. (*)