المطلب الثامن في:
[أفضل كيفيات الصلاة على محمد وآل محمد] قد تبين من أبحاثنا السابقة أن الصلاة مقولة بالتشكيك ضعفا وقوة لا سيما بالنسبة للمصلي من حيث الأجر والثواب والتفاوت فيهما، ومن جهة الآثار المعنوية والوضعية والبرزخية والأخروية.. بحسب تفاوت الإيمان والمعرفة والإخلاص..
وهنا نزيد عليه أن العبارة اللفظية (للصلاة) باختلافها في الصيغ واعتباراتها البلاغية ومحسناتها البديعية، وتعليقاته المعللة، والتي تستند إلى اختلاف المعرفة والصفات الباطنية تقتضي الاختلاف في استحقاق الآثار والفوائد أو التفضل من حيث قابلية المحل.
كما في الأدعية الواردة عن الإمام زين العابدين عليه السلام في الصحيفة وغيرها في الصلاة عليهم فإن القالب اللفظي له دور كبير فيما ذكر لأن الكلام على حسب سبكه يعبر عن مراتب في المعرفة بمقام النبوة والولاية، كما وقد يقتضي الحال والمقام إلى بسط الكلام والإطناب مما يحلو التطويل فيه، وهنا أخبار كثيرة وردت فيها عدة كيفيات قصيرة ومطولة وينبغي أن يعلم أن الأفضلية للكيفية تكون للصلاة الكاملة باعتبار المحسنات اللفظية أو البلاغية أو الصفات التي تشعر بالعلل والأسباب أو المدح والثناء لله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
وهذا يبتني على المعرفة في صفاته عز وجل ومقام أهل بيت النبوة ومن الواضح أن أهل البيت عليهم الصلاة والسلام هم أعرف بذلك من غيرهم لذا فإن الأدعية والصلوات المطولة الواردة عنهم هي أبلغ فصاحة وأعلى بلاغة وفيها إشارات عرفانية، ولمحات سياقية لا يدركها إلا من لطف حسه. من هنا كانوا يحثون الناس عليها ولم يرغبوا باختراعات الأدعية والصلوات كما هو ديدن الصوفية وغيرهم.