الحديث السادس:
[حديث زيد بن خارجة (23)] رواه جماعة منهم في الصحاح وغيرها:
1 - الإمام أحمد في مسنده، من مسند الصحابة بعد العشرة، رقم الحديث:
[1621]، قال: حدثنا علي بن بحر حدثنا عيسى بن يونس حدثنا عثمان بن حكيم حدثنا خالد ابن سلمة أن عبد الحميد بن عبد الرحمن دعا موسى بن طلحة حين عرس على ابنه فقال يا أبا عيسى كيف بلغك في الصلاة على النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم فقال موسى سألت زيد بن خارجة عن الصلاة على النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم؟
فقال زيد: إني سألت رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم بنفسي فقلت: كيف الصلاة عليك؟ قال: [صلوا واجتهدوا. ثم قولوا: اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد].
أقول: الحديث قد سقط أو أسقط منه لفظ الصلاة على النبي وآله صلى الله عليه وآله وسلم حيث لفظ [صلوا] في الحديث أي [صلوا علي] بدليل الحديث التالي، والذي رواه النسائي، كما يدل حديث أحمد. على أن عبارة تفسير قولهم: كيف الصلاة عليك هو ما أجاب عنه النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: [اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد].
ولا يخفى أن قوله هذا هو من مصاديق قوله صلى الله عليه وآله وسلم: [أحسوا الصلاة علي] الوارد في جملة من الأحاديث، وعلى أنه فيها المدح الذي حث عليه في الأخبار، ولذا عطف قوله: [صلوا] بقوله: [ثم قولوا] في قوله: [صلوا واجتهدوا ثم قولوا، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد]، وليست هي من مصاديق الصلاة، فالمعنى من الحسن في الصلاة أن تقرنوا التشبيه بإبراهيم وآله، ويؤيد هذا المعنى ما رواه البيهقي السنن الكبرى، ج: 4،