من القصاص قد أحدثوا صلاة على خلفائهم وأمرائهم عدل ما يصلون على النبي وعلى المؤمنين، فإذا أتاك كتابي هذا، فمر قصاصكم فليصلوا على صلى الله عليه (وآله) وسلم، وليكن فيه إطناب دعائهم وصلاتهم، ثم ليصلوا على المؤمنين والمؤمنات وليستنصروا الله ولتكن مسألتهم عامة للمسلمين، وليدعوا ما سوى ذلك، فنسأل الله التوفيق في الأمور كلها، والرشاد والصواب والهدى فيما يحب ويرضى، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، والسلام عليك.
ثم لا يخفى أن تأكيد النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم على إلحاق آله به وترغيبه يدل في أضعف دلالته على استحباب الصلاة على آله منفردا ابتداء فضلا عند ذكر واحد منهم كما يدل على الوجوب في الجمع بينهم وبينه، فلا وجه لما ذكر عن بعضهم بكراهية ذلك من محض اجتهاده واستحسانه.
الشكل الثالث: بالانفراد اللفظي والمعنوي التفصيلي بأسمائهم، بأن تصلي على كل واحد علهم ابتداء أو عند ذكر أحدهم لفظا وكتابة بأن تقول: قال أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام أو صلوات الله عليه أو صلى الله عليه وسلم، وهذا محل النزاع وينبغي أن يكون الكلام عنه في جهتين عن السلام والصلاة، أما السلام عليهم تبعا وإلحاقا فقد مر كرارا جواز ذلك في البحث الثالث وغيره.
وقال السخاوي الشافعي: وفرق آخرون بين السلام وبين الصلاة بأن السلام يشرع في حق كل مؤمن من حي وميت وغائب وحاضر، وهو تحية أهل الإسلام بخلاف الصلاة فإنها من حقوق الرسول صلى الله عليه (وآله) وسلم وآله ولهذا يقول المصلي: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ولا يقول الصلاة علينا فعلم الفرق والحمد الله (125).
أقول: لا شك في مشروعية السلام على المسلمين في مقام التحية وهذا يصلح أن يكون دليلا في إطلاقه إلا أن السلام عليهم هو في مقام التعظيم والتعبد والمقصود به معانيه