اقتلاع عروق شجر الإسلام من نفسه، فإن المكروبات الشيطانية والموانع الباطنية التي توجب الأمراض الروحية أخطر وأنفذ بكثير من المكروبات المادية التي تسبب غالبا الأمراض الظاهرية والبدنية.
ولا يخفى أن الأخطار التي يتعرض لها عالم النفس لا يقاس بما يتعرض لها الجسم، فإن الذنوب القلبية وطبيعة النفس الأمارة ومادية الجسد الذي هو قفص الروح يميل إلى الانحطاط والشهوات.. مما يجعلها بحاجة دائما إلى أن تتجلى بنور رباني ومناعة عبادية تقويه وتزيد في إشراقه كي تفوز في مقاومة كل ما يمكن أن يضعف إيمانها ويتعرض لدينها واستقامتها من هنا تعبدنا الله أن نطلب دائما من منه عز وجل، وفي كل نفس نتنفسه إدامة تلك النعم والهداية والاستقامة في حياتنا وسيرنا نحو الكمال، وقد جاء في تفسير:
{اهدنا الصراط المستقيم}، عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: [أي أرشدنا للزوم الطريق المؤدي إلى محبتك، والمبلغ إلى جنتك، والمانع من أن نتبع أهواءنا فنعطف، أو أن نأخذ بآرائنا فنهلك] (49).
ومن جميع ما تقدم ناسب أن يكون لنا عمل مستمر في حياتنا ولعل هذا من أسرار وجوب الصلاة في كل يوم في الليل والنهار إلا أنه ينبغي أن تشكل الأعمال سدا منيعا وعاملا دافعا لكل ما يمكن أن يهجم على هذه النفس وتلوثها وليس هناك أفضل من الصلاة على محمد وآل محمد في ذلك التأثير واستدرار التوفيق فكأن الواجبات تكون عبارة عن إحداث السد، وهذه الصلاة تكون لإحكامه وتقويته، وكلما تزداد كيفيتها في مقام المعرفة والإخلاص.. تكون أبلغ لما ذكر، وعليه تعرف الحكمة من حث الشريعة على الصلوات والمداومة عليها.
وفي بعض الأدعية: [وصل عليهم أجمعين صلاة تبلغنا بركتها، وينالنا نفعها، وتغمرنا بأسرها، ويستجاب دعاؤنا بها..] [1].