[كلمة طيبة كشجرة طيبة] كلل الكتاب بها سماحة العلامة الفاضل الأستاذ الكبير، والمفكر الإسلامي الجليل، والداعية الشيعي المعروف الشيخ عبد الحميد المهاجر أدام الله توفيقه..
بسم الله الرحمن الرحيم موضوع هذا الكتاب أثار في خاطري ملاحظات خمس:
الأولى: أن رؤية الإنسان في الحياة تقع على الحقائق والأشياء، فيدرك الحقائق بعقله ويرى الأشياء بعينه، ومن هنا كلن للإنسان بصر وبصيرة.. البصر لكشف الأشياء والبصيرة لكشف الحقائق، وكما أن العين لا ترى الأشياء إلا بنور الطبيعة، كذلك العقل لا يرى الحقائق إلا بنور الإيمان: (ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور) [النور: 40].
على أن الصلاة على النبي وآله عليهم الصلاة والسلام من النور الذي يعطي البصيرة قدرة على معرفة الحقائق، تماما كما أن نور الشمس هو الذي يجعل العين قادرة على رؤية الأشياء وكشفها.
الملاحظة الثانية: إن الحياة تشبه بحرا متلاطما بأمواج الفتن والظلمات كما يصورها القرآن الكريم ويصفها بالظلمات المتماوجة (في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج موج من فوقه سحاب) [النور: 40]، ونحن نعرف أن ظلمات البحر خلاف ظلمات البر... وذلك إن ظلام البر يستدعي وجود النور فقط، في حين إن ظلام البحر يقتضي وجود النور والسفينة مع النور لأن السفينة وحدها لا تنفع في ظلمات البحر كما أن النور وحده لا يدفع ضيما ولا ينجي غريقا في ظلام البحر... ومن هنا كانت الظلمات في البحر تقتضي وجود السفينة مع المصباح.. وهنا يجئ القرآن الكريم ليؤكد هذه الحقيقة وهي: أن النور مصدره الله عز وجل وأنه لا يوجد إلا عند أهل البيت عليهم السلام.. كما جاء ذلك في سورة النور وآيتها: (الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار نور على