المورد الأول والثاني والثالث: [استحباب الصلوات والمساجد] إن الصلاة لها آثار كثيرة في ساحة النفس على حسب الاستعداد والقابلية فصلاة تخلية للقلب من شوائب المعاصي للبعض، وصلاة تحلية للبعض الآخر في مقام العلم أو نور المعرفة والهداية، أو صلاة استعداد لتلقي أنوار الغيب وعلى حسب مراتب الأشخاص ومراحل الإيمان، وإن المسجد لمظنة لتلك الأنوار يتعرض المؤمن لها بعمارة أرضية القلب بنور الصلوات على محمد وآل محمد.
هذا ما يتعلق بصلاة المؤمنين وأما ما يتعلق بالمعصومين عليهم الصلاة والسلام فيعلم ذلك مما تقدم في أبحاث هذا الكتاب.
وقد روى العامة والخاصة ما يشير إلى الاستحباب بل المؤكد منه للصلوات عند دخول المسجد واللبث فيه وعند الخروج منه، منها ما في صحيح الترمذي، برقم: 289، حدثنا علي بن حجر حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن ليث عن عبد الله بن الحسن عن أمه فاطمة بنت الحسين عن جدتها فاطمة الكبرى قالت: [كان رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم إذا دخل المسجد صلى على محمد وسلم وقال رب اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج صلى على محمد وسلم وقال رب اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك].
قال أبو عيسى الترمذي: حديث فاطمة حديث حسن وليس إسناده بمتصل وفاطمة بنت الحسين لم تدرك فاطمة الكبرى إنما عاشت فاطمة بعد النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم أشهرا.
وقال ابن حجر: رجال إسناده ثقات إلا أن فيه انقطاعا. وقال الحافظ: كان عمر الحسين عند موت أمه دون ثمان سنين. ومع هذا فمتن الحديث صحيح بشواهده. أما نحن