الجواب الخامس عشر: إن الصلاة بهذا اللفظ [اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم] جارية في كل صلاة على لسان كل مصل إلى انقضاء التكليف، فيكون مطلوب كل مصل بهذه الصلاة المساواة لإبراهيم في الصلاة فكل منهم طالب صلاة مساوية للصلاة على إبراهيم وآل إبراهيم، وإذا اجتمعت هذه المطلوبات كانت زائدة على الصلاة على إبراهيم وآل إبراهيم، أي أن الحاصل لمحمد وآله عليهم الصلاة والسلام بالنسبة إلى مجموع الصلوات أضعافا مضاعفة.
أقول: لكن هذا خلاف الظاهر فإن المفهوم منه أن التشبيه قيد لكل صلاة هو فيها، ومتحقق في كل صلاة مذكور فيها في حال كونها واحدة، وهذا يقتضي التعدد للصلاتين وإنه من الواضح ليس ذكر المشبه به للتشبيه فقط، ولا تحصل له أي فائدة أو أثر في مقام الصلاة على محمد وآله، فلعل في الصلاة على إبراهيم وآله في ضم التشبيه في الصلاة المحمدية فيه نوع من رفع الدرجات والترقي في الكمال وغيره في ما يناسب إبراهيم وآله عليهم الصلاة والسلام في أرواحهم وذواتهم في عالم الغيب...
الجواب السادس عشر: أن التشبيه على حقيقته والصلاة على إبراهيم وآل إبراهيم أفضل بلحاظ الأنبياء الذين في آل إبراهيم، فإن من المفهوم في كلمات علماء الإمامية هو فضل كل واحد من المعصومين الأربعة عشر عليهم الصلاة والسلام على كل واحد من الأنبياء والمرسلين لا أن الواحد منهم أفضل على جميعهم، ولكون إبراهيم وآله مشتملين على ثلاثة من أولي العزم (وهم: إبراهيم، وعيسى، وموسى،) وآلاف من غير أولي العزم، ولا ينافي فضل هؤلاء بأجمعهم إذا جمعت فضائلهم وثوابهم على نبينا الأكرم وآله عليهم الصلاة والسلام أجمعين، وإن كان فضل كل واحد من المعصومين على كل واحد من أولئك الأنبياء أضعافا مضاعفة.
أقول: لا يمكن أن يخالف أحد على أفضلية كل واحد منهم على جميع ما خلق وبرأ، والدليل آية الصلوات التي خصهم دون غيرهم، وهي أعظم آية في مقام التفضيل كما وآية التطهير هي من آثار الصلاة الفعلية الإلهية، وما ذكرنا من تقرب الأنبياء بهذه العبادة