الأبرار) إلى نور المعرفة والكمال فتكون الصلاة النورانية عامة لكل ولي ونبي، ومن هنا تعرف معنى فائدة الصلوات للأنبياء والرسل في مقام تلقي نور الوحي ونور التقرب..
ولا أنسى في ختام هذا المطلب من أن أبين نكتة جميلة في آية الصلوات: {إن الله وملائكته يصلون} والفرق بين صلاة الله على محمد وآل محمد بانضمام الملائكة وبين صلاة الله على العبد بانضمام الملائكة أيضا فإن الانضمام الأول يشير أن صلاة الملائكة على النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم مع صلاة الله إلى متابعة ومقارنة بنحو يناسب مقام الله تعالى في تحقق الصلاة وهذا ما تلمح التعبير القرآني: {إن الله وملائكته يصلون} فقد أسند الفعل إلى ضمير الجمع بخلاف صلاتهم على العبد فإنه ليست كذلك ولذا فصل وأفرد في الإسناد في قوله تعالى: {هو الذي يصلي عليكم وملائكته} وهذا يدل على أن الصلاة بالانضمام الأول يكون في مقام الإفاضة من الفاعل، والثاني يكون في مقام الإلقاء في القابل.
وقد شرح ذلك بعض الأساتذة فقال: يصل المؤمن إلى المقام الذي يصلي فيه الله والملائكة لكي ينقله إلى فضاء النور والهداية، فخصوصية الصلوات هي تنوير الإنسان فصلوات الله هي صفة فعل الله هو فعله، ولفظ الله هو عمله، فعندما يوفق الله الإنسان نورانيا، فهذا يعني أنه قد صلى عليه، وعندما يحس الإنسان أن لا ظلمة في قلبه فهذا يعني أن الملائكة قد صلوا عليه، وأصبحت صلاتهم من أجله، وإذا أصاب فكر الإنسان تصور باطل، فهذا يعني أن صلوات الملائكة لم تشمله وعند ما يشعر الإنسان بالنورانية يكشف ذلك عن أن صلوات الملائكة أصبحت من نصيبه.
وبخصوص النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول تعالى: {إن الله وملائكته يصلون} فعند تعظيمه وتكريمه تجتمع جميع الملائكة وتشارك في هذا الذكر.
فإذا وفد زائر عزيز ومحترم إلى مدينة وأراد شخص استقباله بحفاوة، فإنه يخرج معه أقاربه وأصدقائه لاستقباله، باستقبال جماعي وكذا عندما يريد الله عز وجل أن يصلي