بمعنى البركة والنمو، وله مناسبة أخذ الصدقة، والمتعارف عليه في موضع معين، وهي لم تجب على كل أحد، وفي كل زمان بل حين أخذ الصدقة من شخص الإمام أو نائبه.
وأما الصلاة عليه وعلى آله عليهم أفضل الصلاة وأزكى السلام فلها مزيد فضل منه تعالى وموجبة لآثار لا تحصى، تميزها عن سائر أنواع الصلوات، كما اختص المدعو له بمزيد فضل ميزه عن غيره من الأنبياء والمرسلين فضلا عن مؤتي الزكاة.
والصلاة على أهل البيت عليهم الصلاة والسلام مقصودة من آية الصلوات لأنها من ضمن المأمور به كما فسرته الأحاديث المتواترة في الصلاة الإبراهيمية وغيرها بانضمام الآل معه صلى الله عليه وآله وسلم والتي يأتي ذكر تلك الأحاديث في البحث الخامس.
وفي تلك الأحاديث أنه النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم صلى على أهل البيت منفردا ومن ضمن تلك الأحاديث ما في مسند أحمد، رقم الحديث: [25521]، قال: حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، قال: حدثنا علي بن زيد عن شهر بن حوشب عن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لفاطمة: ائتيني بزوجك وابنيك. فجاءت بهم، فألقى عليهم كساء فدكيا، قال: ثم وضع يده عليهم، ثم قال: [اللهم إن هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك، وبركاتك على محمد وعلى آل محمد، إنك حميد مجيد]. قالت أم سلمة: فرفعت الكساء لأدخل معهم فجذبه وقال: [إنك على خير] [1].
وقد فصلنا هذه المسألة في البحث الخامس.
ثم تعليله أن ذلك صار شعارا لذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو محض اصطلاح لا يصلح دليلا للتشريع، وما المانع من اصطلاح آخر بأن تكون الصلاة على أهل البيت بالانفراد شعارا لتعظيمهم أيضا بل هو شعار جعله الله تعالى لأهل بيته عليهم الصلاة والسلام كما في رواية البخاري: [كيف الصلاة عليكم أهل البيت]، وكما هو تعظيم له فهو تعظيم لأهل بيته أيضا فإن من تعظيمه تعظيم أهل بيته.