وقد وردت الأحاديث من الفريقين أن أحب الخلق إلى الله تعالى هم أهل بيت النبوة محمد وآل محمد عليهم الصلاة والسلام وقد مر عليك تأثير مقامهم من خلال الصلاة عليهم بل تشريع الصلاة عليهم دليل على كرامتهم على الله عز وجل، وهل الصلاة إلا قربة ومثوبة لنا.
وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: [كل دعاء يدعى الله عز وجل به محجوب عن السماء حتى يصلى على محمد وآل محمد] (236).
وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: [لا يزال الدعاء محجوبا حتى يصلى على محمد وآل محمد] (237).
عن أبي ذر رضوان الله عليه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: [لا يزال الدعاء محجوبا حتى يصلى علي وعلى أهل بيتي] (238).
الأمر الخامس: أنه قد يكون المانع من استجابة الدعاء الذنوب والمعاصي والصلاة هي أعظم سبب لتطهير الباطن وتكفير السيئات المانعة عن القبول ولعل هذه من أسرار الحث على الابتداء بالصلاة قبل الدعاء لأنها الإكسير الفعال والشفاء للمحال وقد وردت الأحاديث في ذلك منها ما روى عن الفريقين: ففي صحيح النسائي وأحمد ابن حنبل وابن حبان ومستدرك الحاكم عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم: [من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات وحطت عنه عشر خطيئات ورفعت له عشر درجات] [1]. وفي الخصال للصدوق في حديث الأربعمائة قال أمير المؤمنين عليه السلام: [صلوا على محمد وآل محمد فإن الله عز وجل يقبل دعاءكم عند ذكر محمد صلى الله عليه وآله وسلم ودعائكم له وحفظكم إياه] (239). وقد وردت عنهم أنهم في الأمة بمنزلة باب حطة في بني إسرائيل.