الله عليه (وآله) وسلم بين الرسل الكرام، واختصكم بها من بين الأنام، فقابلوا نعمة الله بالشكر، وأكثروا من الصلاة عليه بالذكر.
ثم قال الواحدي سمعت الأستاذ أبو عثمان الواعظ يقول: سمعت الإمام سهل بن محمد بن سليمان يقول: هذا التشريف الذي شرف الله تعالى به نبينا صلى الله عليه (وآله) وسلم يقول: {إن الله وملائكته يصلون على النبي..} أبلغ وأتم من تشريف آدم بأمر الملائكة بالسجود له لأنه لا يجوز أن يكون الله مع الملائكة في ذلك التشريف، وقد أخبر الله تعالى عن نفسه بالصلاة على النبي الأكرم صلى الله عليه (وآله) وسلم، ثم عن الملائكة بالصلاة عليه، فتشرف صدر عنه أبلغ من تشريف تختص به الملائكة من غير جواز أن يكون الله معهم في ذلك.
والذي قاله سهل منتزع من قول المهدي. ولعله رآه ونظر إليه فأخذه منه وشرحه وقابل ذلك بتشريف آدم عليه السلام، وكان أبلغ وأتم منه.
أقول: بل هو مروي عندنا عن باب مدينة علم النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أمير المؤمنين علي [صلوات الله وسلامه عليه] وأكيدا أخذ ذلك عنه، فقد روى الديلمي في إرشاد القلوب: بإسناده عن موسى بن جعفر عليه السلام عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه السلام إنه قال في جواب اليهودي الذي سأله عن فضل النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم على سائر الأنبياء عليهم السلام، فذكر اليهودي أن الله أسجد ملائكته لآدم عليه السلام. فقال عليه السلام: وقد أعطى الله محمدا صلى الله عليه وآله وسلم: أفضل من ذلك وهو أن الله صلى عليه، وأمر ملائكته أن يصلوا عليه، وتعبد جميع خلقه بالصلاة عليه إلى يوم القيامة فقال جل ثناؤه: {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلوا تسليما}، فلا يصلى عليه أحد في حياته ولا بعد وفاته إلا صلى الله عليه بذلك عشرا، وأعطاه من الحسنات عشرا بكل صلاة صلى عليه، ولا يصلى عليه أحد بعد وفاته إلا وهو يعلم بذلك، ويرد على المصلي