{وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم}، وزكنا بصلواته، وصلوات أهل بيته، واجعل ما آتيتنا من علمهم ومعرفتهم مستقرا عندك، مشفوعا لا مستودعا يا أرحم الراحمين] (8).
ونلاحظ في بعض الأخبار أن الصلاة على محمد وآل محمد تعادل الذكر الكثير والتسبيح المتواصل بل يفهم من تعدد الجزاء بعشر صلوات، أو مائة، أو ألف، لها ميزة خاصة في أنواع الذكر، ولعل أفضلية ذكر الصلاة على ذكر الله مطلقا لأن الصلاة هو نوع من الذكر وأيضا توسل بأحب الخلق إلى الله كما لا يخفى، وهو موجب لقبول الذكر وتضاعف أجره وتأثيره.
ومن المعلوم أن صلاة الله وملائكته على المصلين ب (الصلوات المحمدية) وعلى الذاكرين والمسبحين كثيرا اشتراك مع النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في صلاة الله وملائكته بفرد واحد من أفراد الصلاة مما تصدق عليه العناية الربانية والإعانة الملائكية بحسب حالهم ومراتب إيمانهم ودرجات إخلاصهم وإخراجهم من ظلمات الذنوب إلى نور الطاعة والمعرفة.
وبهذا تصحح رواية مجاهد (إن صح نقلها) كما في أسباب النزول للواحدي [ص:
244] قال في قوله: {هو الذي يصلي عليكم وملائكته}: قال: مجاهد لما نزلت {إن الله وملائكته يصلون على النبي} الآية قال أبو بكر: ما أعطاك الله تعالى من خير إلا أشركنا فيه فنزلت: {هو الذي يصلي عليكم وملائكته}. انتهى.
أقول: الآية في مقام الثبوت لا في مقام الإثبات فهذا يدل على أن المؤمن يشترك في ذلك ولم تثبت ذلك لأحد لا لأبي بكر ولا لغيره وعليه ليست في بيان إثبات فضيلة للمؤمنين، بل هي في سياق ترتب نوع من الرحمة والمنة على المتصف بصفة معينة وهي الذكر المذكور، فعد هذه الرواية من فضائل أبي بكر لا معنى له، كما توهم ذلك ابن حجر في صواعقه، فقال: الآية السابعة، ما رواه عبد بن حميد عن مجاهد وذكر الرواية.