عصى الله تعالى نفاه عن أبيه، كذا من كان منا لم يطع الله تعالى فليس منا. وأنت إذا أطعت الله عز وجل [فأنت منا أهل البيت]، وفي رواية نفاه عنه حين خالفه في دينه.
وفي خبر آخر قال له: إن كنت ترى أنك تعصي الله وتدخل الجنة وموسى بن جعفر أطاع الله ودخل الجنة فأنت إذن أكرم على الله عز وجل من موسى بن جعفر. والله ما ينال أحد ما عند الله عز وجل إلا بطاعته، وزعمت: أنك تناله بمعصيته فبئس ما زعمت فقال له زيد: أنا أخوك وابن أبيك. فقال له أبو الحسن عليه السلام: أنت أخي ما أطعت الله عز وجل إن نوحا قال: {رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين}، فقال الله عز وجل: {قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح} فأخرجه الله عز وجل من أن يكون من أهله بمعصيته (52).
والإمام الرضا عليه السلام له أقوال كثيرة في هذه الفكرة وقد يعظ الناس ويعلمهم كيف تقدس الشريعة الإنسان المؤمن إذا أهل نفسه بالأعمال الصالحة لأن يكون من أهل البيت ومن آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم وحارب فكرة الأنساب وشرف النسب الذي لم يحتمل في محتواه شرفية العمل الصالح وقد أثر عنه الكثير في ذلك منها ما في العيون عن الحسن بن الجهم قال: كنت عند الرضا عليه السلام وعنده زيد بن موسى أخوه وهو يقول يا زيد اتق الله فإنا بلغنا ما بلغنا بالتقوى، فمن لم يتق ولم يراقبه فليس منا، ولسنا منه.
يا زيد! إياك أن تعين على من به تصول من شيعتنا فيذهب نورك. يا زيد إن شيعتنا إنما أبغضهم الناس، وعادوهم واستحلوا دماءهم، وأموالهم لمحبتهم لنا، واعتقادهم لولايتنا، فإن أنت أسأت إليهم ظلمت نفسك وأبطلت حقك.
قال الحسن بن الجهم ثم التفت عليه السلام إلي فقال لي: يا ابن الجهم! من خالف دين الله فابرأ منه كائنا من كان، من أي قبيلة كان. ومن عادى الله فلا تواله كائنا من كان من أي قبيلة كان فقلت له: يا ابن رسول الله ومن الذي يعادي الله قال من يعصيه.
وعن إبراهيم بن محمد الهمداني قال سمعت الرضا عليه السلام يقول من أحب عاصيا فهو عاص، ومن أحب مطيعا فهو مطيع، ومن أعان ظالما فهو ظالم، ومن خذل عادلا