الموقع الخامس والسادس والسابع:
[استحباب الصلوات عند الإقامة وللمؤذن والسامع له] وفي الواقع أن استحباب الصلاة في هذا الموقعين وشبههما هو جزء من الكلية التي تأتي عن قريب وهو الاستحباب المؤكد للصلوات كلما ذكر اسم النبي سواء كان في الأذان أو المصلي أو غير ذلك، كما في صحيحة زرارة: [صل على النبي كلما ذكرته أو ذكره ذاكر عندك في أذان وغيره] وهو مطلق فقوله: (في أذان وغيره) يشمل الإقامة وغيره.
وعن العامة قال يوسف بن أسباط: بلغني أن الرجل إذا أقيمت الصلاة فلم يقل:
[اللهم رب هذه الدعوة المستمعة المستجاب لها، صل على محمد وعلى آل محمد، وزوجنا من الحور العين. قلن الحور العين: ما أزهدك فينا] (167).
وفي صحيح مسلم، كتاب الصلاة، تحت رقم: 577، عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه سمع النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم يقول: [إذا سمعتم المؤذن فقولوا: مثل ما يقول، ثم صلوا علي، فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا. ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة] [1].
وفي مجمع الزوائد: عن النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم: من قال حين يسمع الأذان والإقامة: [اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة صل على محمد عبدك ورسولك وأعطه الوسيلة والفضيلة والشفاعة يوم القيامة، حلت له شفاعتي] (168).
أقول: وأخرجه البخاري بأدنى تغيير في اللفظ.
كما وروي هذا الدعاء بوجهه الكامل عن أئمة أهل البيت [صلوات الله وسلامه عليهم] فقد روى السيد ابن طاووس بإسناده عن الإمام الرضا عليه الصلاة والسلام يقول بعد الإقامة: [اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة بلغ محمدا صلى الله عليه