وفي علل الدارقطني، ج: 5، ص: 15، وسئل (أي المؤلف) عن حديث الأسود بن يزيد عن عبد الله في الصلاة على النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم؟ فقال: يرويه عون بن عبد الله، واختلف عنه، فرواه المسعودي عن عون عن أبي فاختة عن الأسود بن يزيد عن عبد الله، وخالفه عمرو بن مرة فرواه عن عون بن عبد الله عن الأسود أو رجل من أصحاب عبد الله عن عبد الله ولم يذكر أبا فاختة وقول المسعودي أصح حدثنا علي بن محمد السواق ثنا أحمد بن إبراهيم البوشنجي لا بأس به، حدثنا وكيع عن المسعودي عن عون بن عبد الله بن عتبة عن أبي فاختة عن الأسود قال: قال عبد الله بن مسعود:
[إذا صليتم على النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم فأحسنوا الصلاة عليه لا تدرون لعل ذلك يعرض عليه. قالوا: يا أبا عبد الرحمن علمنا قال: قولوا: اللهم اجعل صلاتك وبركاتك ورحمتك على سيد المرسلين، وإمام المتقين، وخاتم النبيين محمد عبدك، ورسولك، إمام الخير، وقائد الخير، ورسول الرحمة. اللهم ابعثه مقاما محمودا يغبطه به الأولون والآخرون، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد].
أقول: ولا يخفى أن المقصود بالإحسان أو التحسين في الصلاة أي ذكر الثناء والمدح على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلى أله بيته عليهم الصلاة والسلام.
وليس معنى الحسن في الصلاة مقابل البتراء وهي الصلاة الكاملة بضم الآل فإن إلحاق الآل من أجزاء الصلاة وحقيقتها وليس هو خارج عن الصلاة ومن محسناتها بل المقصود ذكر المدح والثناء على المصلى عليهم في الصلاة عليهم. وقد قال النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم [إنكم تعرضون علي بأسمائكم ومسماكم فأحسنوا الصلاة علي] (28).