وروي عبد الله بن ميسرة قال قلت لأبي عبد الله الصادق عليه الصلاة والسلام: إنا نقول: [اللهم صل على محمد وأهل بيته]، فيقول: قوم: [نحن آل محمد]، فقال إنما [آل محمد من حرم الله عز وجل على محمد ص نكاحه] (38).
وهنا يضع الإمام قاعدة في تأويل اللفظ وتعميمه من ناحية معنوية، وهي تحريم النكاح من بنات أفراده وهذه من أحكام أولاده الذين من صلبه، وهي في المرحلة الأولى تثبت النسب الحقيقي بينهم وبين النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم. وفي المرحلة الثانية أن المصداق التأويلي الحقيقي ل [آل محمد]، هم المعصومون التسعة وإن كانت القاعدة تتمشى في كل ذريته من الإمامين الحسنين عليهما الصلاة والسلام إلا أن المعصومين هم أقرب هؤلاء إلى النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم نسبا وعصمة وطهارة.
ويؤيد ذلك أحاديث عن العامة والخاصة. ففي روضة الكافي وغيره عن أبي الجارود قال: قال أبو جعفر عليه السلام: يا أبا الجارود! ما يقولون في الحسن والحسين عليهما السلام؟ قلت: ينكرون علينا أنهما ابنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
قال: فبأي شئ احتججتم عليهم؟ قال: قلت: بقوله في عيسى بن مريم عليهما السلام: {ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داوود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين * وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين} [الأنعام: 85]. فجعل عيسى من ذرية إبراهيم عليه السلام.
واحتججنا عليهم بقوله تعالى: {فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين} [آل عمران: 61].
ثم قال: فأي شئ قالوا؟ قال: قلت قالوا: قد يكون ولد البنت من الولد ولا يكون من الصلب. قال: فقال أبو جعفر عليه السلام: والله يا أبا الجارود! لأعطينكها من