ومن كانت تلك منزلته فهو أولى بالتصدي للهداية وتجسيد اللطف الإلهي في تقريب العباد إلى الطاعة وإبعادهم عن المعصية قال تعالى: {أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون} [يونس: 35]. وقد تصدى لجوابه عدة من علمائنا، وتزييف إبطاله منهم الشهيد التستري (قده) في (إحقاق الحق وإزهاق الباطل).
ومنهم أيضا الشيخ محمد حسن المظفر رحمه الله، فقد بين بنحو ما مر في (دلائل الصدق)، ج: 2، بعد ذكر كلام الناصب روز بهار قائلا: [جهل المعترض أو تجاهل مقصود المصنف رحمه الله (أي العلامة)، فإنه يستدل بالآيات والروايات على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام، أما لدلالتها عليها بالمطابقة، أو بالالتزام لدلالتها على أفضليته المستلزمة للإمامة].
وأنت تعلم دلالة هذه الآية على أفضلية آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم لأنها أوجبت الصلاة على النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وأرادت بها الصلاة عليه وعلى آله معا مشيرة بالاكتفاء بذكره إلى أنه وإياهم كنفس واحدة، وأنه منهم وهم منه، فلابد أن يكونوا أفضل من سائر الأمة.
على أن مجرد وجوب الصلاة عليهم كالنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم دليل على أن لهم فضل، ومنزلة يستحقون بها الصلاة، وإيجابها على الأمة كالنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وكفى بذلك فضلا باذخا.
ولذا عدت الآية من فضائل أهل البيت في القرآن الكريم ذكرها كثير من علماء العامة منهم ابن حجر في الصواعق ومنهم الحضرمي في [رشفة الصادي من بحر فضائل بني النبي الهادي]، ص 56، قال: الآية الرابعة {إن الله وملائكته} الآية، وعلق عليها بقوله:
ذكر المفسرون أن آله صلى الله عليه وآله وسلم داخلون معه في الأمر بالصلاة عليهم في هذه الآية، مستدلين... من إجابته صلى الله عليه وآله وسلم بعد السؤال عن كيفية الصلاة المأمور بها بقوله: [قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد]. انتهى.