البيان وجامع الجوامع عن الإمام الباقر عليه الصلاة والسلام: فضل الله رسول الله، ورحمته علي بن أبي طالب عليهما السلام.
وزاد القمي رضوان الله عليه {فبذلك فليفرحوا}: [شيعتنا هو خير مما أعطوا أعدائنا من الذهب والفضة]. وفي تفسير العياشي عن أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام ما في معناه، وكذا في المجالس مثله. ولا يخفى أن الفضل نوع من الرحمة الخاصة في مرتبة معنية وتلك الرحمة التي أوصلها الله تعالى إلى عباده من بركة النبوة، ونور الولاية التي أنزل فيها: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} [المائدة: 3]، وباختصار: أن صلاته على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم إفاضة الرحمات الخاصة والمواهب المكنونة لأوليائه الكرام.
قال العارف الجنابذي رحمه الله في بيان السعادة عند تفسير الآية: [ومعنى الصلاة من الله الرحمة، ومن الملائكة تزكيته كما في الخبر، أو طلب نزول الرحمة من الله عليه، ومن العباد طلب الرحمة من الله تعالى عليه، وكما كان المؤمن فعليته الأخيرة هي الصورة النازلة من ولي أمره، وهي صورة نازلة من محمد صلى الله عليه وآله وسلم كان طلب الرحمة من الله على محمد صلى الله عليه وآله وسلم طلب للرحمة على فعليته الأخيرة، فكان صلاته على محمد صلى الله عليه وآله وسلم دعاء لنفسه، ولذلك ورد خبر عن الرضا عليه السلام: [وإنما صلاتنا رحمة ولنا قربة] (33).
ولما كان محمد صلى الله عليه وآله وسلم مظهرا تاما لله كان من توجه إليه وطلب الرحمة من الله عليه توجه الله إليه ويمنحه: من تقرب إلي شبرا تقربت إليه باعا، أكثر من توجهه إلى الله بعشر أو بمائة أو بألف أو بأكثر بحسب استعداد حقيقة كل ذي حقيقة كان إذا توجه إلى شئ توجه كل الأشياء إليه، فإذا صلى الله على عبد لم يبق شئ إلا وصلى عليه خصوصا الملائكة، وفي بعضها أشير إلى أنه [لا يبقى شئ إلا وصلى عليه].