ويجب أن يعلم أن السلام من الله ليس لفظيا بل سلام فعلي بإفاضة كل أنواع الخير ولطفا لاستمرار السلامة في النبوة المطلقة والمقيدة أي الرسالة والشريعة الإسلامية وتوفيقا لمن يتمسك بولائهم وحبهم سلاما يؤدي إلى خلق الهدوء والسلامة فيهم وينفذ في أعماق أرواحهم ويغمرها بالسكينة والهدوء والسلام والوقاية لهم في مسيرة رسالاتهم وتبليغها كما قال تعالى: {والله يعصمك من الناس} [المائدة: 67].
وفي سنن النسائي، عن عبد الله بن أبي طلحة، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه ( وآله) وسلم جاء ذات يوم والبشرى في وجهه، فقلنا: إنا لنرى البشرى في وجهك؟
فقال: إنه أتاني الملك فقال: يا محمد إن ربك يقول: أما يرضيك أنه لا يصلي عليك أحد إلا صليت عليه عشرا، ولا يسلم عليك أحد إلا سلمت عليه عشرا].
أقول: إن سلام الله على من يصلي على محمد وآل محمد له معنيان الأول: أن يعريه الله تعالى من كل آفة ومن كل نقص يلحق نفسه وروحه وعقله وكيانه والذي تسببه المعاصي والذنوب.. هذا هو سلام تطهير. والثاني: سلام طهارة ومعناه إفاضته تعالى لأوليائه وأنبيائه لاستمرار عصمتهم وبقاء طهارتهم وعدم تلوث أرواحهم، وأجسادهم وأجسامهم. وفي زيارة وارث: [صلوات الله عليكم وعلى أرواحكم وعلى أجسادكم، وعلى أجسامكم.].
وبعبارة أهل المعرفة: أن معنى السلام عليه هو طلب السلامة من كل عيب ونقص في كمالاته ومقاماته في الملأ الأعلى كما عن عبد الرحمن بن كثير قال: سألته (أي الصادق عليه الصلاة والسلام) عن قول الله تبارك وتعالى: {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه} فقال: [صلاة الله تزكية له في السماء] قلت: ما معنى تزكية الله إياه؟
قال: [زكاه بأن برأه من كل نقص وآفة يلزم مخلوقا] قلت: فصلاة المؤمنين؟
قال: [يبرؤنه، ويعرفونه بأن الله قد برأه من كل نقص هو في المخلوقين من الآفات التي تصيبهم في بنية خلقهم فمن عرفه