فأحسنوا الصلاة علي] [1]، فإن الحسن هنا المقصود به أعم من مقابل الصلاة القبيحة والصلاة الناقصة في الكيفية والصيغة فهناك صلاة ناقصة من حيث الكيفية، وناقصة من حيث عدم اشتمالها على المدح والثناء على النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم كما وأن هناك صلاة ناقصة قبيحة ومؤذية له صلى الله عليه وآله وسلم لعدم اشتمالها على آله.
وقيل: أن أفضل الكيفيات في الصلاة عليه صلى الله عليه (وآله) وسلم ما علمه رسول الله عليه الصلاة والسلام لأصحابه بعد سؤالهم إياه لأنه لا يختار صلى الله عليه (وآله) وسلم لنفسه إلا الأشرف والأفضل، ومن هنا قال النووي في الروضة: لو حلف ليصلين على النبي صلى الله عليه وآله وسلم أفضل الصلاة لم يبر إلا بتلك الكيفية، ووجهه السبكي بأن من أتي بها فقد صلى الصلاة المطلوبة بيقين، وكان له الخير الوارد في أحاديث الصلاة كذلك، ونقل الرافعي عن المروزي أنه يبر ب [اللهم صل على محمد وآل محمد]، كلما ذكرك الذاكرون، وكلما سها عنه الغافلون.
وقال القاضي حسين: طريق البر: [اللهم صل على محمد كما هو أهله ومستحقه] واختار البارزي أن الأفضل: [اللهم صل على محمد وعلى آل محمد أفضل صلواتك وعدد معلوماتك]، وقال الكمال بن الهمام: كلما ذكر من الكيفيات موجود في:
[اللهم صل أبدا أفضل صلواتك على سيدنا عبدك ونبيك ورسولك محمد وآله وسلم عليه تسليما وزده شرفا وتكريما وأنزله المنزل المقرب عندك يوم القيامة]، واختار ابن حجر الهيثمي غير ذلك، ونقل ابن عرفة عن ابن عبد السلام أنه لا بد في السلام عليه صلى الله عليه (وآله) وسلم أن يزيد تسليما كأن يقول: [اللهم صلى على محمد وسلم تسليما أو صلى الله تعالى عليه وسلم تسليما] وكأنه أخذ بظاهر ما في الآية وليس أخذا صحيحا كما يظهر بأدنى تأمل.