ذلك مستحب فهو من جملة العبادة، وان كان مسنونا مستحبا، والتعبد به يقتضي التعبد بما لا يتم إلا به من المعرفة.
ومن عدا أصحاب الشافعي لا ينكرون أن الصلاة على النبي وآله في التشهد مستحبة، وأي شبهة تبقى مع هذا في أنهم عليهم السلام أفضل الناس وأجلهم وذكرهم واجب في الصلاة. وعند أكثر الأمة من الشيعة الإمامية، وجمهور أصحاب الشافعي أن الصلاة تبطل بتركه.
إن موضوع معرفة أهل البيت عليهم الصلاة والسلام موضوع عميق وفلسفي لا يدرك جوانب حكمته وقد كتب العلماء الأبرار المصنفات الكثيرة فيه ولسنا ممن يخوض في جوانب بحرهم فضلا عن أعماق بحارهم، إلا أننا نشير أن هذا الكتاب الشريف هو قطرة (وأرجو أن لا أؤاخذ على التعبير) من معرفة هؤلاء الطاهرين.
وإني من باب الفهرس أذكر بعض العناوين في ذلك التي خطر ببالي القاصر: 1 - معرفتهم في مقام الوجوب الديني الذي لا يعذر من جهله ولا يغفر لمن قصر فيه ويحرم الرحمة من لم يعرف إجماله فيكون قرين الضلال والخاتمة السيئة.
وهذا نعبر عنه بالمعرفة السطحية الواجبة على كل من يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، وهي عبارة عن الإيمان بهم كأئمة مفترضة طاعتهم، واجب التعبد بدينهم، والتمسك بهم في كل ما أمر الله ونهى وهم مصاديق قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا} [النساء: 59].
ويجب أن يعتقد بإمامتهم وخلافتهم عن الله بنص الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم الذي أعلن ذلك يوم الغدير حيث أمره الله تعالى: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين} [المائدة: 67]. أولهم الإمام علي عليه السلام وآخرهم الإمام