وقد ذكر الله تعالى تسبيح الرعد بحمده فقال: {ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته} [الرعد: 13] ولعل من معاني عبادته والتسبيح بالحمد الفعل الخاص الذي ذكره العلم الحديث: أن في حال حدوث الرعد يؤلف النتروجين الذي يعتبر كالسماد بالنسبة إلى الأرض.
بل يثبت القرآن السجود والخضوع لبعض أنواع الخلق البارز في الكون من باب المثال أو أبرز أفراد الأنواع: {ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء} [الحج: 18].
وقوله تعالى: {ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون} [النحل: 49].
وإذا تمعنت في حكاية القرآن الكريم قولي الهدهد والنملة ينكشف لك ذلك بوضوح:
فقد قال عز وجل {وورث سليمان داوود وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شئ إن هذا لهو الفضل المبين * وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون * حتى إذا أتوا على وادي النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون * فتبسم ضاحكا من قولها وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين * وتفقد الطير فقال مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين * لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين * فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين * إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شئ ولها عرش عظيم * وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم