المطلب الثالث:
[الصلوات من أدلة الإمامة والخلافة لأهل البيت عليهم السلام] وطبقا لسبب نزول آية الصلوات والأحاديث الصحيحة القائلة بوجوب ضم الآل في الصلاة على النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم استدل بها علماءنا الأجلاء تبعا لأئمتهم عليهم السلام على إمامتهم وخلافتهم عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم لأن ذلك يدل على فضلهم بل أفضليتهم وأحقيتهم بها.
وذلك فقد جعل الله تبارك وتعالى أول العبادات الواجبة على كل مسلم ومسلمة، والتي هي عمود الدين إن قبلت قبل ما سواها وإن ردت رد ما سواها ألا وهي الصلاة المفروضة لا تصح إلا بالصلاة على محمد وآل محمد، ومن كانت هذه منزلته فهو أفضل من غيره وللإمامة أحق وأجدر.
ولهذا استدل العلامة الحلي المتوفى [736 ه] في كتابه نهج الصدق بالآية على إمامة الإمام علي بن أبي طالب عليهما السلام بعد النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بلا فصل. فقد قال (قدس سره) في عنوان (تعيين إمامة علي بالقرآن): الخامسة والعشرون: قوله تعالى: {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما}، وذكر من صحيح مسلم كيفية الصلوات: [اللهم صل على محمد وعلى آل محمد...] يأتي نصه في بحث الكيفيات إن شاء الله تعالى.
وناقشه على ذلك الناصب الفضل بن روز بهار الشافعي في كتابه (إبطال نهج الباطل) فقال في رده على العلامة: (كأنه نسي المدعى وهو إثبات النص، وأخذ يذكر فضائل علي " عليه السلام " وهذا أمر مسلم، واتفق العلماء على أنه نزلت فيهم آيات كثيرة، ومن يظن أنه ينكر فضل محمد وآله فما ينكر إلا من ينكر ضوء الشمس والقمر.
أقول: بل كلام العلامة هو الاستدلال على الإمامة من حيث فضلهم، ومقامهم عند الله تعالى دون غيرهم، أي من باب ذكر اللازم وإرادة الملزوم، فإن سرد فضائلهم تستدعي أهليتهم للخلافة، وتلازم أفضليتهم على غيرهم مما يشير إلى أحقيتهم في الإمامة