ولقد أدخل أهل البيت عليهم الصلاة والسلام رجالا ليسوا من أقربائهم ولا يمتوا إليهم بصلة نسبية إلا صلة الصالحات وقرابة العبادات وسنخية الأعمال فقد كان الإمام علي عليه السلام يقول: ما زال الزبير: [منا أهل البيت] حتى نشأ بنوه فصرفوه. وفي خبر أن الإمام الصادق عليه السلام قال: ما زال الزبير [منا أهل البيت] حتى أدرك فرخه فنفاه عن رأيه (53).
وأتذكر هنا ولده عبد الله الذي كان يدعي الخلافة وحين يخطب لم يصل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقيل له في ذلك؟ فقال إن له أهيل سوء إذا ذكرته اشرأبوا.
وهو من أقرباء النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم لأن الزبير أباه بن صفية بنت عبد المطلب عمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهذه قرينة أن أهل بيت النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، وكذا لكمة (آله) هو علم للخمسة فقط، ولو كان لجميع الأقرباء لأشرك نفسه ولما عد الصلاة فضلا خاصا لآل علي بن أبي طالب عليهم الصلاة والسلام.
ويصل بالإسلام من تقييمه للتقوى أن يفتح باب النبوة لكل من توجه إليه وهم بالدخول وإن كان متحدرا من نسب لا يشرفه، ففي الاختصاص عن أبي حمزة قال دخل سعد بن عبد الملك - وهو من بني أمية - (وكان أبو جعفر عليه السلام يسميه سعد الخير) وهو من ولد عبد العزيز بن مروان على أبي جعفر عليه السلام فبينا ينشج كما تنشج النساء! قال فقال له: أبو جعفر عليه السلام ما يبكيك يا سعد؟ قال وكيف لا أبكى وأنا من الشجرة الملعونة في القرآن! فقال له: لست منهم أنت أموي [منا أهل البيت] أما سمعت قول الله عز وجل يحكى عن إبراهيم عليه السلام {فمن تبعني فإنه مني} (45).
والأقوال الآتية توضح لنا صيرورة المؤمن من أهل البيت عليهم الصلاة والسلام معنويا إن سار على نهجهم واتبع النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم من خلال سنتهم فعن الإمام الباقر عليه السلام قال: من أحبنا فهو [منا أهل البيت]. قلت: جعلت فداك:
منكم؟ قال منا والله، أما سمعت قول إبراهيم عليه السلام: {فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم} (55).