المورد الثامن والتاسع والعاشر:
[استحباب الصلوات في الركوع والسجود والقيام] يظهر من الأحاديث المطلقة استحباب الصلوات في كل موقع ووقت بالأخص مواقع التعظيم ومظنة الإجلال، لذا جاء التأكيد عليها في أخبار عديدة ومن تلك المواقع:
الركوع والسجود والقيام في الصلاة العبادية واجبة كانت أم مستحبة ففي الكافي عن عبد الله بن سليمان قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الرجل يذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو في الصلاة المكتوبة إما راكعا وإما ساجدا فيصلي عليه وهو على تلك الحال فقال: نعم إن الصلاة على نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم كهيئة التكبير والتسبيح وهي عشر حسنات يبتدرها ثمانية عشر ملكا أيهم يبلغها إياه.
ويدل الحديث على جواز الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في جميع أفعال الصلاة كما ذكره الأصحاب قال في [الدروس]: يجوز الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الركوع والسجود وتكره قراءة القرآن فيهما.
وفي الكافي أيضا عن أبي حمزة عن أبيه قال: قال أبو جعفر عليه السلام: [من قال في ركوعه وسجوده وقيامه اللهم صل على محمد وآل محمد كتب الله له ذلك بمثل الركوع والسجود والقيام].
ورواه الصدوق في ثواب الأعمال عن محمد بن علي ماجيلويه عن محمد بن يحيى مثله إلا أنه قال: [اللهم صل على محمد وآل محمد كتب الله له ذلك بمثل...].
أقول: وهو يدل على استحباب الصلوات في أحوال الصلاة لا سيما القيام وإنها موجبة لتضاعف ثواب ذلك الفضل، ومن الواضح أن المثلية هنا بين الصلاة والذكر أما بمعنى تساويها بالأجر والثواب لمثل ذكر السجود والركوع والقيام بحذف المضاف في المرحة الأولى ومثلها من حيث المعاني التي تنطوي عليها أذكار تلك الأفعال أو لها نفس التأثير النفسي والترقي الروحي التي للسجود وتالييه.