بلسان الكتاب ولغة السنة هم أهل بيت النبوة أي كل من كان على شاكلة النبي صلى الله عليه وآله وسلم سواء كان من أفراد أسرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو لم يكن.
وعلى هذا يخرج من لم يكن كذلك حتى ولو كانت زوجته بل لو كان من أقرب الأقارب نسبا، فكل من ناسب النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم مناسبة معنوية تؤهله أن يكون منه ويعد من أهله، فهو من (أهل البيت) ومن (آل محمد) وعلى هذا الأساس ربما خرج عن هذا العنوان أخص الأقارب نسبا كما خرج ابن نوح {قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح} [هود: 46].
ويشهد لما ذكرنا الأحاديث الواردة في ذلك منها ما رواه الصدوق في العيون والمعاني والمفيد في الاختصاص عن موسى الوشاء البغدادي قال كنت بخراسان مع علي بن موسى الرضا عليه السلام في مجلسه، وزيد بن موسى (51] حاضر قد أقبل على جماعة في المجلس يفتخر عليهم، ويقول: نحن ونحن. وأبو الحسن عليه السلام مقبل على قوم يحدثهم فسمع مقالة زيد، فالتفت إليه فقال: [يا زيد أغرك قول ناقلي الكوفة: أن فاطمة عليها السلام أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار، فوالله ما ذلك إلا للحسن والحسين وولد بطنها خاصة، وأما أن يكون موسى بن جعفر عليه السلام يطيع الله ويصوم نهاره ويقوم ليله، وتعصيه أنت ثم تجيئان يوم القيامة سواء لأنت أعز على الله عز وجل منه. إن على بن الحسين (عليه السلام) كان يقول: [لمحسننا كفلان من الأجر، ولمسيئنا ضعفان من العذاب]. قال الحسن الوشاء ثم التفت إلي فقال لي: [يا حسن كيف تقرؤون هذه الآية {قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح}؟ [هود: 46]. قيل من الناس من يقرأ: {إنه عمل غير صالح} ومنهم من يقرأ {إنه عمل غير صالح} فمن قرأ عمل غير صالح نفاه عن أبيه [1] فقال عليه السلام: كلا لقد كان ابنه، ولكن لما