ولا شك أن في طليعة ما أمر الله به معرفة أهل البيت عليهم السلام فلا ينافي ما روي من العلل التي في الروايات، ولعل الرواية الآتية شاهد على ما قلنا فتدبر: عن الإمام الصادق عليه السلام يقول: إن الله تبارك وتعالى اتخذ إبراهيم على السلام عبدا قبل أن يتخذه نبيا، وأن الله اتخذه نبيا، قبل أن يتخذه رسولا، وأن الله اتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا، وأن الله اتخذه خليلا قبل أن يجعله إماما، فلما جمع له الأشياء: {قال إني جاعلك للناس إماما} [البقرة: 124] قال فمن عظمها في عين إبراهيم {قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين} قال: لا يكون السفيه إمام التقي (60).
وفي ج: 4، ص: 202، من الصافي عن الكافي قال: إن موسى ناجاه الله تعالى فقال له في مناجاته - وقد ذكر محمدا -: [فصل عليه يا ابن عمران فإني أصلي عليه وملائكتي].
وفي مستدرك الوسائل عن الإمام العسكري عليه السلام أنه لما استعبد فرعون بني إسرائيل أوحى الله لموسى أن لا يبتدئون عملا إلا بالصلاة على محمد وآله الطيبين ليخف عليهم فكانوا يفعلون ذلك فيخف عليهم، وأمر كل من سقط فزمن ممن نسي الصلاة على محمد وآله الطيبين أن يقولها على نفسه إن أمكنه أي الصلاة على محمد وآله، أو يقال عليه إن لم يمكنه، فإنه يقوم ولا تقلبه يد، ففعلوها فسلموا.
ولما قيل لفرعون أنه يولد في بني إسرائيل مولود يكون على يده هلاكك، وزوال ملكك، فأمر بذبح أبنائهم فكانت الواحدة منهن تصانع القوابل عن نفسها كيلا تنم عليها، ويتم حملها ثم تلقى ولدها في صحراء، أو غار جبل، أو مكان غامض، ويقول عليه عشر مرات: الصلاة على محمد وآله، فيقيض الله له ملكا يربيه ويدر من إصبع له لبنا يمصه، ومن إصبع طعاما لينا يتغذاه إلى أن نشأ بنو إسرائيل وكان من سلم منهم ونشأ أكثر ممن قتل. ولما خافت النساء الهتك أمرن أن يصلين على محمد وآله الطيبين، وكان الله يرد عنهن أولئك الرجال أما بشغل، أو مرض، أو زمانه (أي مرض) أو لطف من