المطلب الخامس:
[الصلاة على جثمان النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بالصلاة المحمدية] من اللمحات اللامعة في نزول هذه الآية: {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما} فرض الصلاة على جثمان النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بقراءة هذه الآية المباركة وعلى هذا النحو صلى عليه أهل المدينة، وأهل العوالي " أطراف المدينة " (17) بهذا النحو بعد أن صلى عليه الإمام أمير المؤمنين " صلاة الجنائز " وكبر فيها سبعا.
ففي الكافي بإسناده عن ابن مريم الأنصاري، عن أبي جعفر عليه الصلاة والسلام قال قلت له: كيف كانت الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟
قال: لما غسله أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام وكفنه سجاه (تسجية الميت:
تغطيته)، ثم أدخل عليه عشرة فداروا حوله (أي حول جنازة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم) ثم وقف أمير المؤمنين في وسطهم فقال: {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما}، فيقول القوم كما يقول، حتى صلى عليه أهل المدينة، وأهل العوالي. قال الشيخ المجلسي رحمه الله: العشرة لعلهم من بني هاشم الأقربين.
وظاهر هذا الخبر وغيره أن الصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلم كان على هذا الوجه بلا تكبير ولا دعاء آخر، كما ويعلم من بعض الأخبار أن الأمام أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام صلى على النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أولا مع سائر المعصومين من السيدة فاطمة والإمامين الحسن والحسين عليهم الصلاة والسلام، والملائكة المقربين، وخواص أصحابه بصلاة المعروفة، ولم يحضر أهل السقيفة، فقد فات أكثر الناس الصلاة على النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم كما في بعض الأخبار، ويصرح خبر سليم الآتي أنه عليه الصلاة والسلام صلى على النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بالصلاة الحقيقية أولا مع الستة المذكورين فيه.