الصلاة والسلام دون غيرهم، ولتجنب الملل نورد باختصار تلك الأجوبة وما قيل في إيراد النظر فيها، وما يحتمل أن يرد.
وكن على معرفة لهذه المقدمة: أن صياغة الإشكال يكون على هذا النحو من التشبيه في الصلاة: [اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم] يلزم أفضلية الصلاة على إبراهيم وآل إبراهيم على الصلاة على محمد وآل محمد بمقتضى ما قاله علماء البيان من كون المشبه به [كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم] يجب أن يكون بوجه أقوى وأشد وأشهر أو من المشبه أو مساويا لكن أجلى من وجه.
وتلك العبارة وردت أيضا في أدعية أهل البيت [صلوات الله وسلامه عليهم] المأثورة (كما ورد عن العامة) متواترا، وتعرض علمائهم وكذا علماء الشيعة لدفع الإشكال بوجوه عديدة ما اقتنعت بأغلبها بل بعضها واهية لا تستحق الذكر والرد عليها، وهدر الوقت في مطالعتها كما وبعضها لا تصح أن تكون حلا شاملا لعدم تناول الإشكال الوارد في تشبيه الصلاة على (الآل) وذلك لعدم عقيدة المجيب بأفضلية أهل البيت [صلوات الله وسلامه عليهم] على إبراهيم وآله كما ستعرف ذلك عن قريب.
ولا يخفى أن هذا الإشكال يتوجه إذا أخذت الصلاة (هنا) بمعنى الثناء، والعطاء والمنحة التي هي من آثار الرحمة، والرضوان في مقام التعظيم والتبجيل فتستدعي أن يكون عطاء إبراهيم والثناء عليه فوق الثناء على محمد وآله أو مساويا له، وليس الأمر كذلك وإلا لكان أفضل منه والواقع خلافه.
ولتكن على بصيرة أيضا أني أستعرض لك هذا المطلب وإن لم أكن راغبا في ذكره إلا أن كثرة الأجوبة لهذا الإشكال، وتناقض بعضها مع بعض، وهو ما يحير طالب الحق، جعلني أن أبين بعد نقل بعض أقوالهم ما هو الصحيح عندي في هذه المسألة بما يقتضيه القواعد العامة والمفاهيم المسلمة مختارا ما فيه فوائد علمية أخرى مع غض النظر عما يصلح حلا للإشكال، ولم أرى على إطلاعي القاصر من تعرض إليه تفصيلا ونستمد إفاضة العلم والفهم ببركة: [الصلاة على محمد وآل محمد].