آثارها القهرية والوضعية وأنها مضمونة القبول بخلاف غيرها من الأعمال، بل لا يقبل عمل ودعاء إلا بها.
وأفضلية هذا التسبيح على التعقيبات لا يعارض أفضلية الصلوات لانفرادها بالتعظيم والتكريم لمحمد وآل محمد صريحا بخلاف التسبيح، وهو وإن كان كذلك إلا أنه من باب الملازمة في مقام العقيدة لا المطابقة في مقام الصراحة.
كما أنه لا معارضة بين تقديم التكبيرات الثلاث على التسبيح وبين أفضلية التسبيح، وفي التهذيب عنه عن صفوان عن ابن بكير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام قول الله عز وجل {اذكروا الله ذكرا كثيرا} ماذا الذكر الكثير؟ قال: [إن يسبح في دبر المكتوبة ثلاثين مره] (188).
وقد ذكرنا أن هذا الذكر من موجبات الصلاة النورانية وهي من آثار الصلاة المحمدية فلا تغفل.
وقد ذكر العارف الملك التبريزي في (أسرار الصلاة) هذه الصلوات عقيب التكبيرات الثلاث بعد الصلاة، وصورتها: [اللهم صل على محمد وآل محمد حتى لا يبقى من صلاتك شئ، وارحم محمدا وآل محمد حتى لا يبقى من رحمتك شئ، وبارك على محمد وآل محمد حتى لا يبقى من البركات شئ، وسلم على محمد وآل محمد حتى لا يبقى من السلام شئ].
خامسا: أن الصلاة نوع من التقرب إليهم الذي أمرنا به بعد الصلاة وهو تجديد لعهد الولاء قال الشيخ المجلسي وروينا عن الأئمة عليه السلام: أنهم أمروا بعد ذلك بالتقرب بعقب كل صلاة فريضة، والتقرب أن يبسط المصلي يديه بعد فراغه من الصلاة، وقبل أن يقوم من مقامه، وبعد أن يدعو إن شاء ما أحب وإن شاء جعل الدعاء بعد التقرب وهو أحسن ويرفع باطن كفيه ويقلب ظاهرهما، ويقول: اللهم إني أتقرب إليك بمحمد رسولك ونبيك وبعلي وصيه ووليك وبالأئمة من ولده الطاهرين الحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد ويسمى الأئمة إماما إماما حتى يسمى إمام عصره.