وقال السمهودي بعد رواية كعب التي رواها الحاكم معلقا: أخرجه الحاكم في مستدركه، وأشار إلى أنه إنما استدركه مع كونه في الصحيحين من هذا الوجه لإفادته أن أهل البيت هم الآل، وهذا لقوله في هذه الرواية: [كيف الصلاة عليكم أهل البيت]، فيكون المسئول عنه كيفية الصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلم وعلى أهل بيته، ويكون ما أجابهم به صلى الله عليه وآله وسلم مطابقا لسؤالهم، وفيه إيماء إلى أنهم فهموا من الآية ما سنشير إليه من أن الأمر بالصلاة عليه فيها شامل لآله (75).
أقول: بعضهم يصلوا بالصلاة الكاملة كما مر في خلال كلام السمهودي لكن الذي يستغرب منه ويزيد البصير تعجبا أن أكثر القوم الذين يذكرون الأحاديث الناهية لذلك يصرون على الصلاة البتراء حتى في خلال نقل تلك الأحاديث، فتعسا لقوم رووا عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم الأحاديث فيها النهي عن الصلاة البتراء عليه مع أنهم أوجبوا على أنفسهم أن لا يذكروه إلا بالصلاة البتراء، وعدم إلحاق آله معه، هذا وقد فسروا البتراء بعدم ذكر آله بعده، فنرى في الصواعق المحرقة لابن حجر مثلا يقول:
(أن النبي صلى الله عليه وسلم قرن الصلاة على آله بالصلاة عليه لما سئل عن كيفية الصلاة والسلام إلخ) حيث لاحظت أنه يصلي بالصلاة البتراء.
ولقد أذهلني ووقفت متحيرا من الكثير الذين ألفوا كتبا مستقلة بخصوص الصلاة على النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم لما رأيتهم في تلك المؤلفات التي ملئوها بالأحاديث الدالة على وجوب إلحاق الآل " عليهم الصلاة والسلام " بالصلاة على النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، والمتضمنة الفضل والثواب الجزيل الذي أعد للصلاة الكاملة والعقاب لمن ترك ذلك. لقد رأيتهم يذكرون الصلاة مبتورة وغير كاملة مصرين عليها راغبين عن ذلك الثواب العظيم، والجزاء الجزيل.