فكان بيان النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم للكيفية في مقام بيان ما أمر الله به في الآية لا غير، ولو لم يكن مراده تعالى من الصلاة على النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم هي الصلاة عليه وعلى آله معا (كلما صلوا) لما بين النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ذلك، ولما أمرهم عند الجواب أن يصلوا عليه وعلى آله عليهم الصلاة والسلام.
أجل روت العامة في صحاحهم بطرق عديدة أن الصحابة سألوا عن كيفية الصلاة عليه فأجاب بما ذكره ابن حجر، ولم تر حديثا منها لم يذكر فيه (آله)، وإن ذكروا بعضها بغير ذكر الآل فمع غض النظر عن تحريفها فإن ذلك ورد منه صلى الله عليه وآله وسلم إشعارا بأن الصلاة عليه لا تتم بدون الصلاة على آله بل لبيان اختصاصهم (عليهم الصلاة والسلام) به، وتبيينا على كونهم بمنزلة نفسه، وأن الصلاة لها فرد واحد (مأمور به) فلذا اكتفى الله تعالى بذكر الصلاة عليه عن الصلاة عليهم في الآية الكريمة.
وقول ابن حجر: (وقضية استجابة هذا الدعاء إن الله تعالى صلى عليهم) معناه:
أن الله استجاب دعاء النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم لما أدخل عليا وفاطمة والحسن والحسين عليهم أفضل الصلاة وأزكى السلام، تحت الكساء كما قد تواتر ذلك عن العامة، ومن ضمن تلك الأحاديث ما في مسند أحمد رقم الحديث: [25521] عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لفاطمة ائتيني بزوجك وابنيك، فجاءت بهم فألقى عليهم كساء فدكيا قال ثم وضع يده عليهم ثم قال: [اللهم إن هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على محمد وعلى آل محمد، إنك حميد مجيد] قالت أم سلمة فرفعت الكساء لأدخل معهم فجذبه، وقال: إنك على خير (74).
ومن الواضح أن استجابة هذا الدعاء تقتضي أن الله عز وجل صلى عليه وعليهم معا فيكون حينئذ أمره للمؤمنين في آية الصلاة أيضا كذلك أي أن يصلوا على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلى آله معا كما صلى هو سبحانه عليه وعليهم