لنا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم [إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض]، فاستحسن الحاضرون هذا الجواب من السلطان (خدا بنده) وأثنوا عليه، فبالصلاة عليه يدوم دينة وشريعته لأنهم بمثابة العلة المبقية لحياة شجرة الإسلام في ثمرها وإيتاء أكلها كل حين..، ومن بترها فكأنما فصل الثقلين وأنقص الدين الذي أكمله الله بهم، كما في آية إكمال الدين وإتمام النعمة..
أقول: وقد أدرك الناس هذا المعنى وأوجبوا على أنفسهم أن يصلوا بالصلاة البتراء، موحين بذلك إلى إنكارهم بمقام أهل البيت وإمامتهم وإلا من المستحيل أن يغفلوا عن هذا.
ولذا منع بعض الطغاة عن الصلاة عليهم بل نقل لنا التاريخ أن في نجد قتل من كان يصلي على آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وقال القاضي النعماني: وقد كان الصحابة عند ذكره يصلون عليه وعلى آله فلما تغلب بنو أمية قطعوا الصلاة عن آله في كتبهم وأقوالهم، وعاقبوا الناس عليها بغضا لآله الواجبة مودتهم، مع رواياتهم أن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم سمع رجلا يصلي عليه ولا يصلي على آله فقال: [لا تصلوا علي الصلاة البتراء]، ثم علمه ما ذكرناه أولا فلما تغلب بنو العباس أعادوها وأمروا الناس بها، وبقي منهم بقية إلى اليوم لا يصلون على آله عند ذكره. انتهى (72).
وعندما أذكر أسماء أهل بيت النبوة أعقبها بالصلاة والسلام تعظيما لهم وتصديقا لمودتهم وامتثالا لأمر الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، وقد أثبتا فيما سبق جواز الصلاة والسلام على كل مؤمن، وقد قال فخر الدين الرازي: إن أهل بيته صلى الله عليه (وآله) وسلم يساوونه في خمسة أشياء في السلام قال: السلام عليك أيها النبي، وقال: {سلام على آل ياسين} وفي الصلاة عليه وعليهم في التشهد..
وإن شك أحد في ذلك فلا يشك أن الصلاة الكاملة هي مصداق لقوله تعالى: {وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن} [الإسراء: 53]، ولا يشك أن الصلاة الكاملة