وهناك الكثير منهم أيضا على هذه السيرة كثرهم الله تعالى وشملهم بتوفيق الولاء لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ونقول للبعض الآخر: إنه لو لم يكن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ذكر آله ونهى عن تركه لكان المفضل ذكر الآل تعظيما لهم ومودة إليهم ورغبة للثواب وتعرضا للرحمة ورضا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وإدخالا للسرور في قلوب أهل بيت نبينا الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم.. فكيف وقد تواتر عنه الأمر بذكر آله في الصلاة عليه، والنهي عن ترك ذكرهم في الصلاة، نسأله تعالى أن لا يجعلنا من الذين صدق قوله فيهم: {واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين * ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون * ساء مثلا القوم الذين كذبوا بآياتنا وأنفسهم كانوا يظلمون} [الأعراف 177].
إن أولئك الذي حملوا الشريعة ورووا أحاديثها ولم ينقادوا لمقتضاها تعصبا واستكبارا ما هم إلا كالذين يقولون مالا يفعلون ومثلهم: {مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين} [الجمعة: 5].