مرضية للرسول صلى الله عليه وآله وسلم دون الناقصة هذا في أقل التقادير، بل البتراء موجبة لسخطه، وهي قدر متيقن في المأمور به لا يتركها التقي الورع دون البتراء وقد ذكر ابن حجر في ذيل الآية جملة من الأخبار الصحيحة الواردة فيها وأن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم قرن الصلاة مع آله بالصلاة عليه لما سئل عن كيفية الصلاة والسلام عليه ثم قال: وهذا دليل ظاهر على أن المراد بالصلاة على أهل بيته وبقية آله مراد من هذه الآية، وإلا لم يسألوا عن الصلاة على أهل بيته وآله عقب نزولها، ولم يجابوا بما ذكر فلما أجيبوا به دل على أن الصلاة عليهم من جملة (المأمور به)، وأنه صلى الله عليه (وآله [2]) وسلم أقامهم في ذلك مقام نفسه، لأن القصد من الصلاة عليه مزيد تعظيمه ومنه تعظيمهم. ومن ثم لما أدخل من مر في الكساء قال: [اللهم إنهم مني وأنا منهم فاجعل صلاتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك علي وعليهم] وقضية استجابة هذا الدعاء أن الله تعالى صلى عليهم معه فحينئذ طلب من المؤمنين صلاتهم عليهم معه ويروى: [لا تصلوا علي الصلاة البتراء]. فقالوا: وما الصلاة البتراء؟ قال: تقولون: (اللهم صل على محمد) وتمسكون، بل قولوا: [اللهم صل على محمد وآل محمد] (73).
لقد أجاد ابن حجر في الاستدلال - وإن خالفه في إصراره على الصلاة البتراء - فإنه كما قال: أن الصلاة على (الآل) هو المقصود من الآية الكريمة بما ذكره لأن الله تعالى قد أمر المؤمنين أن يصلوا على النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، وبعد نزول الآية سئل المسلمون النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم عن الواجب في (المأمور به)، فيها وبأية كيفية يؤدون ذلك فقال في الجواب: [قولوا: اللهم صل على محمد وآل محمد]