فما تقول في إبراهيم أخيه قال (أموات غير أحياء وما يشعرون إيان يبعثون) قلت فما تقول في أحمد بن إسرائيل قال لله دره اي قلقل (أي فاعل) هو وأي صابر هو أعد الصبر دثارا والجود شعارا وأهون عليه بهم قلت فما تقول في المعلى بن أيوب قال ذاك رجل خير نصيح السلطان عفيف اللسان سلم من القوم وسلموا منه قلت فما تقول في إبراهيم بن رباح قال ذاك رجل أوثقه (اوبقه) كرمه واسلمه فضله (حسبه) وله معروف (دعاء) لا يسلمه ورب لا يخذله وخليفة وفوقه (خليفة) لا يظلمه قلت فما تقول في الحسن ابنه قال ذاك عود نضار غرس في منابت الكرم حتى إذا اهتز حصدوه قلت فما تقول في نجاح ابن سلمة قال لله دره اي طالب وتر ومدرك ثأر يلتهب كأنه شعلة نار له من الخليفة في الأحيان جلسة تزيل نعما وتحل نقما قلت يا اعرابي أين منزلك حتى آتيك قال اللهم غفرا مالي منزل إذا اشتمل الظلام (انا اشتمل النهار والتحف الليل) فحيثما أدركني الرقاد رقدت قلت فكيف رضاك عن أهل العسكر (1) قال لا اخلق وجهي بمسألتهم (قال إن أعطوني لم أحمدهم وان ضيعوني لم أذمهم أو ما سمعت قول هذا الفتى الطائي (كما قال هذا الغلام الطائي).
وما أبالي وخير القول أصدقه * حقنت لي ماء وجهي أو حقنت دمي قلت فأنا الطائي قائل هذا الشعر قال أئنك أنت الطائي قلت نعم فدنا مبادرا فعانقني وقال لله أبوك وأنت القائل.
ما جود كفك ان جادت وان بخلت * من ماء وجهي إذا أخلفته عوض قلت نعم! قال والله أنت أشعر أهل الزمان. (وفي مروج الذهب) ما لفظه: وفي رواية أخرى - ليست في الكتاب - قلت أنشدني شيئا من شعرك فأنشدني:
أقول وجنح الدجى ملبد * ولليل في كل فج يد ونحن ضجيعان في مسجد * فلله ما ضمن المجسد فيا غد إن كنت لي محسنا * فلا تدن من ليلتي يا غد ويا ليلة الوصل لا تنفدي * كما ليلة الهجر لا تنفد (اه) فرجعت بالأعرابي معي إلى ابن أبي دؤاد وحدثته بخبره فأدخله إلى الواثق فسأله عن خبره معي فأخبره به فأمر له بمال (بألف دينار) وأحسن اليه ووهب له أحمد بن أبي دؤاد، فكان يقول لي قد عظم الله بركتك علي (وأخذ له من سائر الكتاب وأهل الدولة ما أغناه به وأغنى عقبه بعده). وعقب المسعودي على هذا الخبر بقوله: وهذا الخبر فمخرجه عن أبي تمام فإن كان صادقا فيما قال - ولا أراه - فقد أحسن الأعرابي في الوصف وان كان أبو تمام هو الذي صنعه وعزاه إلى هذا الأعرابي فقد قصر في نظمه إذ كانت منزلته أكبر من هذا (اه). وفي أخبار أبي تمام للصولي حدثني محمد بن سعيد أبو بكر الأصم حدثني أحمد بن أبي فنن قال: حضرت أبا تمام وقد وصل بمائتي دينار فدفع إلى رجل عنده منها مائة وقال خذها ثم قيل لي إنه صديق له واستنبت منه خلة فعذلته على إعطائه ما أعطى وقلت لو كان شقيقك ما عذرتك مع اضطراب حالك فقال:
ذو الود عندي وذو القربى بمنزلة * وإخوتي أسوة عندي وإخواني عصابة جاورت آدابهم أدبي * فهم وإن فرقوا في الأرض جيراني أرواحنا في مكان واحد وغدت * أجسامنا لشام أو خراسان وهذا يدل على كرم وسخاء كان في طبع أبي تمام - ولا غرو فهو طائي - عكس ما كان عليه المتنبي، فقد مر في ترجمته ان الخوارزمي قال فيه إنما أعرب عن طريقته وعادته بقوله:
بليت بلى الاطلال إن لم أقف بها * وقوف شحيح ضاع في الترب خاتمه وأنه قال إنه أحضر مالا بين يديه من صلات سيف الدولة وتخللت قطعة كأصغر ما يكون بين خلال الحصير فأكب عليها حتى توصل إلى إظهارها وأنشد:
تبدت لنا كالشمس تحت غمامة * بدا حاجب منها وضنت بحاجب فقال بعض جلسائه أما يكفيك هذه الأكياس حتى أدميت إصبعك لأجل هذه القطعة فقال إنها تخضر المائدة. وفي الأغاني: أخبرني جحظة حدثني ميمون بن هارون قال: مر أبو تمام بمخنث يقول لآخر جئتك أمس فاحتجبت عني فقال له السماء إذا احتجبت بالغيم رجي خيرها فتبينت في وجه أبي تمام أنه قد أخذ المعنى ليضمنه في شعره فما لبثنا إلا أياما حتى أنشدت قوله:
ليس الحجاب بمقص عنك لي أملا * إن السماء ترجى حين تحتجب وقال الصولي في أخبار أبي تمام: قيل لأبي تمام مدحت دينار بن يزيد فقال ما أردت بمدحه إلا أن أكشف شعر علي بن جبلة فيه فقلت:
مهاة النقا لولا الشوى والمابض (2) * (تمامه) وإن محض الاعراض لي منك ماحض ولم يمدحه بغيرها. وفي الكتاب المذكور: حدثنا عبد الله بن الحسين حدثني البحتري: سمعت أبا تمام يقول: أول شعر قلته.
تقي (3) جمحاتي لست طوع مؤنبي * وليس جنيبي إن عذلت بمصحبي ومدحت بها عياش بن لهيعة فأعطاني خمسة آلاف درهم. وفيه:
حدثني أبو جعفر أحمد بن يزيد المهلبي حدثني محمد بن القاسم بن مهرويه:
سمعت أبا تمام يقول أنا كقولي.
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى * ما الحب إلا للحبيب الأول كم منزل في الأرض يألفه الفتى * وحنينه أبدا لأول منزل وفيه حدثني أحمد بن موسى: أخبرني أبو الغمر الأنصاري عن عمرو بن أبي قطيفة قال رأيت أبا تمام في النوم فقلت له لم ابتدأت بقولك (كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر) فقال لي ترك الناس بيتا قبل هذا إنما قلت:
حرام لعين أن تجف لها شفر * وأن تطعم التغميض ما أمتع الدهر (كذا فليجل الخطب) وعن شرح التبريزي أن القصيدة مبدوءة فيه بالبيتين.
حرام لعيني أن يجف لها قطر * وأن تطعم التغميض ما بقي العمر