وعن معاوية بن عمار في الصحيح أو الحسن (1) قال: " رأيت أبا جعفر (عليه السلام) مخضوبا بالحناء " بيان: ظاهر هذا الخبر مطلق في خضاب لحيته أو يديه ورجليه كما تقدمت الإشارة إليه.
وعن معاوية بن عمار في الصحيح (2) قال: " رأيت أبا جعفر (عليه السلام) يختضب بالحناء خضابا قانيا " أقول: وهذا كذلك.
وعن حفص الأعور (3) قال: " سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن خضاب اللحية والرأس أمن السنة؟ فقال نعم. قلت إن أمير المؤمنين (عليه السلام) لم يختضب فقال إنما منعه قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) إن هذه ستخضب من هذه " وعن عبد الله بن سنان في الصحيح عن أبي عبد الله (عليه السلام) (4) قال: " خضب النبي (صلى الله عليه وآله) ولم يمنع عليا (عليه السلام) إلا قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) تخضب هذه من هذه وقد خضب الحسين وأبو جعفر (عليهما السلام) " بيان: الظاهر أن المراد من هذين الخبرين المذكورين أنه لما أخبره رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأن لحيته ستخضب من دم رأسه وخضابها بذلك حقيقة لا يكون إلا مع بياضها ثم احمرارها بالدم وإلا فلو كانت سوداء ثم جرى عليها الدم لم يصدق الخضاب إلا بنوع من التجوز ترك (عليه السلام) الخضاب وجعلها بيضاء انتظارا لما وعده به ليقع كلامه (صلى الله عليه وآله) على وجه الحقيقة لا المجاز، لعن الله الفاعل لذلك والراضي به لعنا يستعيذ منه أهل النار في النار.
ويعضد ما ذكرناه ما رواه في كتاب العلل بسنده فيه عن الأصبغ بن نباتة (5) قال: " قلت لأمير المؤمنين (عليه السلام) ما يمنعك من الخضاب وقد اختضب