فقال تارة: مدان، فإن عجز فمد (1)، لرواية محمد بن مسلم عن الصادق عليه السلام، قال: " ويتصدق كل واحد منهما في كل يوم بمدين من طعام " (2).
وتارة قال: مد (3). وهو أقوى، عملا بالأصل.
وبما رواه محمد بن مسلم - في الصحيح - عن الباقر عليه السلام، قال: سمعته يقول: " الشيخ الكبير والذي به العطاش لا حرج عليهما أن يفطرا في شهر رمضان، ويتصدق كل واحد منهما في كل يوم بمد من طعام، ولا قضاء عليهما " (4).
مسألة 150: ذو العطاش الذي لا يرجى برؤه يفطر ويتصدق عن كل يوم بمد من طعام، كما تقدم. وهو أحد قولي الشيخ (5) رحمه الله.
والثاني: أنه يتصدق بمدين، فإن عجز فبمد (6)، للضرر المبيح للإفطار، كما أبيح للمريض.
ولما رواه المفضل بن عمر عن الصادق عليه السلام، قال: قلت له:
إن لنا فتيانا (7) وبنات لا يقدرون على الصيام من شدة ما يصيبهم من العطش؟
قال: " فليشربوا مقدار ما تروى به نفوسهم وما يحذرون " (8).
وأما الصدقة: فلعجزه عن الصيام.