الأدعية التربوية كل ما ورد عن السجاد عليه الصلاة والسلام فكل مطلب يذكره الإمام يسبقه ويلحقه بالصلوات، لأن الله عز وجل يستجيب أطراف الدعاء فيكون ما بين طرفيه مستجابا.
أقول: وفي الآية إشارة حسنة، ونكتة جميلة وهو أن الله عز وجل أجرى الصلاة على محمد وآل محمد مجري شهادة التوحيد قال تعالى: {شهد الله} [آل عمران: 18] وقال:
{إن الله وملائكته يصلون} كما جعل ذكره سبحانه ذكره قال: {فاذكروني أذكركم} [البقرة: 152]، وقال: {إن كنتم تحبون الله فاتبعوني} [آل عمران: 152].
وقال السمهودي في تعليل الإلحاق: إذ القصد من الصلاة عليه أن ينيله مولاه عز وجل من الرحمة المقرونة بتعظيمه وتكريمه ما يليق به. ومن ذلك ما يفيضه عز وجل منه على أهل بيته، فإنه من جملة تعظيمه وتكريمه (23).
وفي تفسير روح المعاني: [... وإنما بدأ تعالى بالصلاة عليه بنفسه إظهارا لشرفه، ومنزلته، وترغيبا للأمة فإنه تعالى مع استغنائه إذا كان مصليا عليه كانت الأمة أولى به لاحتياجهم إلى شفاعته وتقوية لصلوات الملائكة والمؤمنين فإن صلاة الحق حق وصلاة غيره رسم والرسم يتقوى بمقارنة الحق.
ثم قال: وفيه إشارة إلى أنه صلى الله عليه وآله وسلم مجلي تام لأنوار الجمال، والجلال، ومظهر جامع لنعوت الكمال، به فاض الجود وظهر الوجود، فإذا كانت الملائكة مأمورين بالصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلم فكيف الأمة وأن الصلوات ثمن الشفاعة؟؟
فإذا أدوا الثمن هذا اليوم يرجى أن يحرزوا المثمن يوم القيامة...
وبقدر صلواتهم عليه صلى الله عليه آله وسلم تحصل المعرفة بينهم وبينه، وعلامة المصلي يوم القيامة بياض لسانه، وعلامة التارك سواده وبهما تعرف الأمة يومئذ].