أليس تقول صلى الله على محمد وآل محمد؟ قلت: بلى، قال: أرحم محمدا وآل محمد؟
قال: بلى، وقد صلى الله عليه ورحمه وإنما صلواتنا عليه رحمة لنا وقربة.
قال علمائنا في توضيح الحديث: غرض السائل السؤال عن التغيير أي هل نحن مخيرون بين أن نقول يرحمك الله كما يقول بعضنا لبعض، وبين أن نقول كما نقول إشارة إلى ما قال: (صلى الله عليك)، فأجاب عليه السلام بالتخيير ورفع الاستبعاد الناشئ للسائل عن أنهم عليهم السلام لا يحتاجون إلى الدعاء لهم بالرحمة وعن أنه حط لرتبتهم أن يقال لهم مثل هذا القول، فأجاب عليه السلام بأنك تقول في الدعاء ارحم محمدا وآل محمد ونقول: صلى الله على محمد وآل محمد والصلاة أيضا بمعنى الرحمة ثم رفع شبهته بأن صلواتنا عليهم ليس لاحتياجهم إلى دعائنا بل قرر ذلك لرفع درجاتنا فيصل نفعها إلينا ويمكن أن يكون غرض السائل الاستبعاد عن الأمرين معا أي هل نقول أحد هذين القولين فأجاب عليه السلام برفع الاستبعاد عن كليهما. ولعل العبارة في قوله: (ارحم محمدا وآل محمد؟) أليس تقول: ارحم محمدا وآل محمد؟ قلت: بلى، قال وقد صلى الله ورحمه وإنما صلواتنا عليه رحمة لنا وقربة.
وأتذكر هنا رؤيا لأحد المؤمنين ففي عيون أخبار الرضا عن أبي علي النصري المعدل قال رأى أبي رجلا من الصالحين في ما يرى النائم النبي الأكرم فقال له: من أزور من أولادك قال: من هو أقرب منك، قلت: تعني الرضا؟ فقال: قل: [صلى الله عليه، قل: صلى الله عليه، قل: صلى الله عليه].
وذكر في بعض الأخبار تعبير النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم عن الإمام الرضا عليه السلام بالبضعة، كما أطلق على ابنته فاطمة الزهراء عليها السلام مما يدل أنهم بمنزلته في مقام التعظيم والتبجيل وقد ذكر علماء العامة أحاديث كثيرة في أن الإمام علي عليه السلام بمنزلة نفسه كما في آية المباهلة:
{وأنفسنا}. وقد قال في ابنته الزهراء عليها الصلاة والسلام: [فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني]، وقال في الإمامين