وما دام لم يرد النهي عن الصلاة بالانفراد ولم يحصل محذور بل يفهم من إطلاق الآيات وبعض الأحاديث جواز ذلك واستحبابه كما يأتي في مطلب مستقل وما دام الأمر هكذا فلماذا يكره الصلاة على أهل البيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالانفراد، وهل هذا إلا انزلاقا عن صراط الثقلين إذا لم نقل هو الضلال بعينه.
وقوله: لأنه يؤدي إلى الاتهام بالرفض، فهو دليل مبتدع لإدخال البدع في الشريعة المقدسة فليس كل ما عمله الروافض من الشرائع يوجب مخالفته، فإنه يلزم بذلك مخالفة أمر الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
هذا. وهل يسمى الذي يصلي على آل محمد الذين أوجب الله تعالى مودتهم في الذكر الحكيم رافضي؟ مع أن أقل ما يقال فيه: أنه نوع من أداء حقهم ومقتضى محبتهم التي فرضها الله عز وجل على الأمة، وما أجمل قول الشافعي في هذا المقام والذي ذكره في الفصول المهمة: وقيل له أن أناسا لا يصبرون على سماع منقبة أو فضيلة تذكر لأهل البيت فإذا رأوا أحدا يذكر شيئا من ذلك قالوا: تجاوزوا عن هذا فهو رافضي فأنشأ الإمام الشافعي:
إذا في مجلس ذكروا عليا * وسبطيه وفاطمة الزكية يقال تجاوزوا يا قوم هذا * فهذا من حديث الرافضيه برأت إلى المهيمن من أناس * يرون الرفض حب الفاطميه على (آل الرسول صلاة ربي) * ولعنتهم لتلك الجاهلية وفي الشرف المؤبد للنبهاني قال روى ابن السبكي في طبقاته بسنده المتصل إلى الربيع بن سلمان المرادي صاحب الإمام الشافعي قال: خرجنا مع الشافعي من مكة نريد منى فلم ينزل واديا ولم يصعد شعبا إلا وهو يقو هذه الأبيات:
يا راكبا قف بالمحصب من منى * واهتف بقاعد خيفها والناهض سحرا إذا فاض الحجيج إلى منى * فيضا كملتطم الفرات الفائض إن كان رفضا حب آل محمد * فليشهد الثقلان أني رافضي