ويقال: أصلت الناقة فهي مصليه، إذا وقع ولدها في صلاها، وقرب نتاجها. قال أبو عبيد: وأصل هذا في الخيل فالسابق الأول والمصلي الثاني. قيل له: مصل، لأنه يكون عند صلا الأول وصلاه جانبا ذنبه عن يمينه وشماله ثم يتلوه الثالث.
قال أبو العباس: المصلي في كلام العرب السابق المتقدم قال: وهو مشبه بالمصلي من الخيل وهو السابق الثاني قال: ويقال للسابق الأول من الخيل المجلي وللثاني المصلي وللثالث المسلي وللرابع التالي وللخامس المرتاح وللسادس العاطف وللسابع الحظي وللثامن المؤمل وللتاسع اللطيم وللعاشر السكيت وهو آخر السبق جاء به في تفسير قولهم رجل مصل.
ومن الصلاة بمعنى الاستغفار حديث سوده: أنها قالت: يا رسول الله إذا متنا صلى لنا عثمان بن مظعون حتى تأتينا؟ فقال لها: إن الموت أشد مما تقدرين قال شمر قولها:
صلى لنا أي استغفر لنا عند ربه، وكان عثمان مات حين قالت سوده ذلك.
وأما قوله تعالى: {أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة} فمعنى الصلوات هاهنا الثناء عليهم من الله تعالى. وقال الشاعر:
صلى على يحيى وأشياعه * رب كريم وشفيع مطاع معناه ترحم الله عليه على الدعاء لا على الخبر.
ومع غض النظر عنها فإنه يتحصل من تتبع معاني الصلاة أنها ليست موضوعة لمعانيها على نحو الاشتراك اللفظي، ولا على نحو الاستعارة والمجاز بل المعاني لها أفراد للمفهوم العام الكلي، وهو (الانعطاف والإشفاق)، وهذا يصدق على جميع معانيها كالدعاء من حيث أن فيه توجه مع قطع النظر عن الخصوصية المأخوذة فيه.