الهمداني (1) وكان يقال له سيد القراء يا أخي ليس هذه بساعة ضحك قال فأي موضع أحق من هذا بالسرور؟ والله ما هو الا أن تميل علينا هذه الطغاة بسيوفهم فنعانق الحور بالعين. قال الكشي: هذه الكلمة مستخرجة من كتاب مفاخرة البصرة والكوفة (اه). وفي لسان الميزان حبيب بن مظهر الأسدي روى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ذكره الطوسي في رجال الشيعة. وقال عمرو الكشي: كان من أصحاب علي، ثم كان من أصحاب الحسن والحسين، وذكر له قصة مع ميثم التمار، ويقال ان حبيب بن مظهر قتل مع الحسين بن علي رضي الله عنهم (اه).
وفي مجالس المؤمنين. عن روضة الشهداء أنه قال: حبيب رجل ذو جمال وكمال وفي يوم وقعة كربلاء كان عمره 75 سنة وكان يحفظ القرآن كله وكان يختمه في كل ليلة من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر (اه).
وفي ابصار العين: قال أهل السير ان حبيبا نزل الكوفة وصحب عليا عليه السلام في حروبه كلها، وكان من خاصته وحملة علومه (اه). وعن البحار أن فيه. محمد بن الحسين عن محمد بن جعفر عن أحمد بن أبي عبد الله قال: قال علي بن الحكم من أصفياء أصحاب علي عليه السلام عمرو بن الحمق الخزاعي عربي وميثم التمار وهو ميثم بن يحيى مولى ورشيد الهجري وحبيب بن مظهر الأسدي ومحمد بن أبي بكر (اه).
هل هو صاحبي أو تابعي يظهر من عدم عد الشيخ له في أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وعده في أصحاب علي والحسنين عليه السلام أنه ليس بصحابي ولم يذكره صاحبا الاستيعاب وأسد الغابة في عداد الصحابة ولكن في الإصابة حبيب بن مظهر بن رئاب بن الأشتر بن حجوان بن فقعس الكندي ثم الفقعسي له ادراك وعمر حتى قتل مع الحسين بن علي، ذكره ابن الكلبي مع ابن عمه ربيعة بن خوط بن رئاب اه. وفي مجالس المؤمنين: حبيب بن مظاهر الأسدي محسوب من أكابر التابعين، ثم حكى عن كتاب روضة الشهداء ما ترجمته: انه تشرف بخدمة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وسمع منه أحاديث، وكان معززا مكرما بملازمة حضرة المرتضى علي اه.
أخباره في واقعة كربلاء روى الطبري في تاريخه وتبعه ابن الأثير ان حبيب بن مظاهر كان من جملة الذين كتبوا إلى الحسين عليه السلام لما امتنع من بيعة يزيد وخرج إلى مكة. وكانت صورة الكتاب: بسم الله الرحمن الرحيم لحسين بن علي من سليمان بن صرد والمسيب بن نجبة ورفاعة بن شداد وحبيب بن مظاهر وشيعته من المؤمنين والمسلمين من أهل الكوفة، سلام عليك فانا نحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو! أما بعد فالحمد لله الذي قصم عدوك الجبار العنيد الذي انتزى على هذه الأمة فابتزها وغصبها فيأها وتأمر عليها بغير رضى منها ثم قتل خيارها واستبقى شرارها وجعل مال الله دولة بين جبابرتها وأغنيائها فبعدا له كما بعدت ثمود انه ليس علينا امام فأقبل لعل الله يجمعنا بك على الحق، والنعمان بن بشير في قصر الامارة لسنا نجتمع معه في جمعة ولا نخرج معه إلى عيد ولو قد بلغنا انك قد أقبلت الينا أخرجناه حتى نلحقه بالشام إن شاء الله والسلام ورحمة الله وبركاته عليك. وقال الطبري: انه لما ورد مسلم بن عقيل الكوفة ونزل دار المختار بن أبي عبيد وأقبلت الشيعة تختلف اليه فقام عابس بن أبي شبيب الشاكري فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فاني لا أخبرك عن الناس ولا اعلم ما في أنفسهم وما أغرك منهم والله أحدثك عما انا موطن نفسي عليه: والله لأجيبنكم إذا دعوتم ولأقاتلن معكم عدوكم ولأضربن بسيفي دونكم حتى القى الله لا أريد بذلك الا ما عند الله. فقام حبيب بن مظاهر الفقعسي فقال رحمك الله قد قضيت ما في نفسك بواجز من قولك، ثم قال: وانا والله الذي لا إله إلا هو على مثل ما هذا عليه اه. وفي ابصار العين:
قال أهل السير جعل حبيب ومسلم يأخذان البيعة للحسين عليه السلام في الكوفة حتى إذا دخلها عبيد الله بن زياد وخذل أهلها عن مسلم وتفرق أنصاره حبسهما عشائرهما وأخفياهما، فلما ورد الحسين كربلاء خرجا اليه مختفيين يسيران الليل ويكمنان النهار حتى وصلا اليه اه. وروى محمد بن أبي طالب في مقتله انه لما وصل حبيب إلى الحسين (ع) ورأى قلة أنصاره وكثرة محاربيه قال للحسين عليه السلام، ان ههنا حيا من بني أسد فلو أذنت لي لسرت إليهم ودعوتهم إلى نصرتك لعل الله ان يهديهم وان يدفع بهم عنك! فاذن له الحسين عليه السلام فسار إليهم حتى وافاهم فجلس في ناديهم ووعظهم وقال في كلامه: يا بني أسد قد جئتكم بخير ما أتى به رائد قومه، هذا الحسين بن علي أمير المؤمنين وابن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد نزل بين ظهرانيكم في عصابة من المؤمنين، وقد أطافت به أعداؤه ليقتلوه، فأتيتكم لتمنعوه وتحفظوا حرمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيه، فوالله لئن نصرتموه ليعطينكم الله شرف الدنيا والآخرة، وقد خصصتكم بهذه المكرمة لأنكم قومي وبنو أبي وأقرب الناس مني رحما. فقام عبد الله بن بشير الأسدي وقال: شكر الله سعيكم يا أبا القاسم! فوالله لجئتنا بمكرمة يستأثر بها المرء الأحب فالأحب! أما انا فأول من أجاب و أجاب جماعة بنحو جوابه فنهدوا مع حبيب وانسل منهم رجل فأخبر ابن سعد فأرسل الأزرق في خمسمائة فارس، فعارضهم ليلا ومانعهم فلم يمتنعوا فقاتلهم، فلما علموا أن لا طاقة لهم بهم تراجعوا في ظلام الليل وتحملوا عن منار لهم، وعاد حبيب إلى الحسين عليه السلام فأخبره بما كان، فقال عليه السلام (وما تشاؤون الا ان يشاء الله) ولا حول ولا قوة إلا بالله. وروى الطبري انه لما نزل الحسين عليه السلام كربلاء واقبل عمر بن سعد من الغد في أربعة آلاف حتى نزل بالحسين أرسل ابن سعد إلى الحسين كثير بن عبد الله الشعبي فلما رآه أبو تمامة الصائدي قال للحسين: أصلحك الله أبا عبد الله قد جاءك شر أهل الأرض وأفتكهم فقام اليه فقال ضع سيفك فأبى قال فاني آخذ بقائم سيفك ثم تكلم فأبى ثم استبا و انصرف. فأرسل ابن سعد قرة بن قيس الحنظلي فلما رآه الحسين مقبلا قال أتعرفون هذا؟ فقال حبيب بن مظاهر نعم هذا رجل من حنظلة تميم وهو ابن أختنا ولقد كنت اعرفه بحسن الرأي، وما كنت أراه يشهد هذا المشهد، فجاء حتى سلم على الحسين وأبلغه رسالة عمر بن سعد اليه. فقال له الحسين كتب إلي أهل مصركم هذا ان اقدم فاما إذ كرهتموني فانا انصرف عنهم. ثم قال له حبيب بن مظاهر: ويحك يا قرة بن قيس أنى ترجع إلى القوم الظالمين!
انصر هذا الرجل الذي بآبائه أيدك الله بالكرامة وإيانا معك. فقال له قرة: أرجع إلى صاحبي بجواب رسالته وأرى رأيي اه. وروى الطبري أيضا انه لما زحف ابن سعد إلى الحسين عليه السلام يوم التاسع من المحرم، قال العباس بن علي اتاك القوم! فقال اركب يا أخي حتى تلقاهم