وعلى دمشق مكان المارداني بندمر الخوارزمي ثم اعتقله وصادره على مائة ألف دينار ونفاه إلى طرسوس وولى مكانه منجك اليوسفي نقله إليها من طرابلس وأعاد إليها غشقتمر المارداني كما كان قبله ثم توفى طنبقا الطويل بحلب آخر سنة تسع وستين بعد أن كان يروم الانتقاض فولى مكانه استبغا الابو بكرى ثم عزله سنة سبعين وولى مكانه قشتمر المنصوري والله تعالى ولى التوفيق بمنه وفضله * (مقتل قشتمر المنصوري بحلب في واقعة العرب) * كان جماز بن مهنا أمير العرب من آل فضل قد انتقض وولى السلطان مكانه ابن عمه زال بن موسى بن عيسى واستمر جماز على خلافه ووطئ بلاد حلب أيام المصيف واجتمع إليه بنو كلاب وامتدت أيديهم على السابلة فخرج إليهم نائب حلب قشتمر المنصوري في عساكره فأغار على أحيائه واستاق نعمهم ومواشيهم وشره إلى اصطلامهم فتذامروا دون احيائهم وكانت بينه وبينهم جولة أجلت عن قشتمر المنصوري وابنه محمد قتيلين ويقال قتلهما يعبر بن جماز ورجعت عساكر الترك منهزمين إلى حلب وذهب جماز إلى القفر ناجيا به وولى السلطان على العرب معيقيل بن فضل ثم استأمن له جماز بن مهنا وعاود الطاعة فأعاده السلطان إلى امارته والله تعالى أعلم * (استبداد الجائي اليوسفي ثم انتقاضه ومقتله) * لما أذهب السلطان الأشرف أثر الاجلاب من دولته وقام بعض الشئ بأمره فاستدعى سنكلى بغا من حلب وجعله أتابكا وأمير على المارداني من دمشق وجعله نائبا وولى الجائي اليوسفي أمير سلاح وولى اصبغا عبد الله دوادار بعد أن كان الاجلاب ولوا في الدوادارية منهم واحدا بعد واحد ثم سخطه وولى مكانه اقطمر الصباحي وعمر سائر الخطط السلطانية بمن وقع عليه اختياره ورقى مولاه أرغون شاه في المراتب من واحدة إلى أخرى إلى أن أربى به على الأتابكية كما يأتي وولى بهادر الجمالي استاذدار ثم أمير الماخورية تردد بينهما ثم استقر آخرا في الماخورية وولى محمد بن اسقلاص استاذدار وولى بيبقا الناصري الحجابة بعد وظائف أخرى نقله منها وزوج أمه الجائي اليوسفي فعلت رتبته بذلك في الدولة واستغلظ أمره وأغلظ له الدوادار يوما في القول فنفى وولى مكانه منكوتمر عبد الغنى ثم عزل سنة ثنتين وسبعين لسنة من ولايته وولى السلطان مكانه طشتمر العلائي الذي كان دوا دار البيبقا واستقرت الدولة على هذا النمط والجائي اليوسفي مستبد فيها ووصل قود منجك من الشأم سنة أربع وسبعين بما لا يعير عنه اشتمل على الخيل والبخاتي المجللة والجمال والهجن والقماش والحلاوات
(٤٥٩)