وسألت المضي إلى السلطان فأبى الا نزولها على حكمه انتهى وكان أهل خوى مع ذلك قد ضجروا من ملكة جلال الدين وجوره وتسلط عساكره فاتفقت الملكة معهم وكاتبوا حسام الدين الحاجب النائب عن الأشرف بخلاط فسار إليهم في مغيب السلطان جلال الدين بالعراق واستولى على مدينة خوى وأعمالها ومدينة وكاتبه أهل نقجوان وسلموها له وعاد إلى خلاط واحتمل الملكة بنت طغرل زوجة جلال الدين إلى خلاط إلى أن كان ما نذكره * (واقعة السلطان مع التتر على اصبهان) * ثم بلغ الخبر إلى السلطان بأن التتر زحفوا من بلادهم فيما وراء النهر إلى العراق فسار من تبريز للقائهم وجرد أربعة آلاف فارس إلى الري والدامغان طليعة فرجعوا وأخبروه بوصولهم إلى اصبهان فنهض للقائهم واستخلف العساكر على الاستماتة وأمر القاضي بأصبهان باستنفار العامة وبعث التتر عسكرا إلى الري فبعث السلطان عسكرا لاعتراضهم فأوقعوا بالتتر فنالوا منهم ثم التقى الفريقان في رمضان سنة خمس وعشرين لرابعة وصولهم إلى اصبهان وانتقض عنه أخوه غياث الدين وجهان بهلوان الكجى في طائفة من العسكر وانهزمت مسيرة التتر والسلطان في اتباعهم وكانوا قد أكمنوا له فخرجوا من ورائه وثبت واستشهد جماعة من الأمراء وأسر آخرون وفيهم علاء الدولة صاحب يزد ثم صدق السلطان عليهم الحملة فأفرجوا له وسار على وجهه وانهزمت العساكر فبلغوا فارس وكرمان ورجعت ميمنة السلطان من قاشان فوجدوه قد انهزم فتفرقوا أشتاتا وفقد السلطان ثمانيا وكان بقاطى بستى مقيما بأصبهان فاعتزم أهل اصبهان على بيعته ثم وصل السلطان فاقصروا عن ذلك وتراجع بعض العسكر وسار السلطان فيهم إلى الري وكان التتر قد حاصروا اصبهان بعد الهزيمة فلما وصل السلطان خرج معه أهل اصبهان فقاتلوا التتر وهزموهم وسار السلطان في اتباعهم إلى الري وبعث العساكر وراءهم إلى خراسان وعند ابن الأثير أن صاحب بلاد فارس وهو ابن الأتابك سعد الذي ملك بعد أبيه حضر مع للسلطان في هده الواقعة وأن التتر انهزموا أولا فاتبعهم صاحب فارس حتى إذا أبعدوا انفرد عن العسكر ورجع عنهم فوجد جلال الدين قد انهزم لانحراف أخيه غياث الدين وأمرائه عنه ومضى إلى شهرم تلك الأيام ثم عاد إلى اصبهان كما ذكرناه * (الوحشة بين السلطان جلال الدين وأخيه غياث الدين) * كان ابتداؤها ان الحسن بن حرميل نائب الغوية بهراة لما قتلته عساكر خوارزم شاه
(١٣١)